«السوبر ليج» تتصدر المشهد.. هل تنصف العدل الأوروبية «المتمردين»؟

عادت بطولة دوري السوبر الأوروبي لكرة القدم «السوبر ليج»، لتتصدر المشهد من جديد، حيث تخطف مدينة لوكسمبورج أنظار الجميع حيث محكمة العدل الأوروبية، غدًا الخميس، في انتظار القرار النهائي بشأن المسابقة التي وأدت في المهد، وتترقب قبلة الحياة من جديد.

وتبدو كرة القدم على موعد مع فصل جديد في مصير السوبر ليج الذي أسال الكثير من الحبر في القارة العجوز قبل عامين، وأثار موجة من الجدل امتدت من أروقة الرياضة إلى غرف السياسة قبل أن تنتقل إلى ساحات المحاكم، بين مؤيد ومعارض.

اقرأ أيضًا:

خطوة أخيرة تفصل باريس سان جيرمان عن «هدف برشلونة»

وكان ريال مدريد وبرشلونة، برئاسة فلورنتينو بيريز وخوان لابورتا، على رأس 12 ناديًّا أطلقت دوري السوبر الانفصالي، في أبريل 2021، وعلى الرغم من تصدع التحالف المتمرد، إلا أن ثنائي الليجا لم يراجع عن خطط المسابقة المقترحة رغم انسحاب الباقين، وقرر التصعيد صوب محكمة العدل الأوروبية.

دعوى ريال مدريد وبرشلونة إلى جانب الشركة المنظمة لبطولة السوبر ليج، اختصمت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» والاتحاد الدولي «فيفا»، بدعوى انتهاك لوائح المنافسة الأوروبية، وتحديدًا المادة 101 و102، بحسب المدعين، وهي الخطوة التي تترقب كلمة الفصل بعد ساعات معدودات.

ومن المقرر، أن يقوم القضاة الخمسة عشر الذين يصدرون الحكم بالرد على الأسئلة التي طرحها المدعي، والتي تتعلق باتهامات أن «يويفا» و«فيفا» يمارسان الاحتكار في تنظيم المسابقات أم لا؟، ومدى أحقية الأندية الـ12 في إعادة الحياة إلى المسابقة الانفصالية.

السوبر ليج يثير الجدل

وكان 12 ناديًّا أوروبيًّا من إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، أعلنوا في إبريل 2021، أنهم بصدد تدشين دوري السوبر الأوروبي، الذي يتكون من 20 فريقًا على أن يكون 15 من هذه الفرق أطراف دائمين في البطولة، إضافة إلى خمسة أندية ستتأهل من خلال معايير كفاءة أو جدارة رياضية غير محددة حتى الآن.

وأثار الكشف عن بطولة دوري السوبر صدمة عالمية، حيث أدانه بشدة السياسيون والاتحادات والجماهير، فيما حذر الاتحاد الدولي لكرة «فيفا» ونظيره الأوروبي «يويفا»، من تبعات صارمة في حال المضي قدمًا نحو إكمال المشروع.

وهدد رئيس الاتحاد الأوروبي، السلوفيني ألكسندر تشيفرين، في وقت سابق، أن اللاعبين الذين سيشاركون في هذه البطولة المزعومة، سيجرى حرمانهم من المشاركة مع منتخبات بلادهم والمشاركة في البطولات بما في ذلك كأس العالم.

وأمام الضغوط الكبيرة، صنع نادي مانشستر سيتي أول شرخ في تحالف الـ12 ناديًّا، بعدما قرر رسميًا الانسحاب من دوري السوبر الأوروبي، ليسدد ضربة موجعة إلى البطولة الجديدة، وتوالت بعدها بيانات الانسحاب من ليفربول ومانشستر يونايتد وتوتنهام وأرسنال وتشيلسي، قبل أن يلحق بهم الثالوث الإيطالي ميلان وإنتر ويوفنتوس، ومن ثم أتلتيكو مدريد الإسباني.

السوبر ليج والمخطط البديل

وأدخل منظمو خطة إطلاق بطولة منفصلة مغلقة تحت مسمى «دوري السوبر الأوروبي» لكرة القدم، عددًا من التغييرات على مفهوم المشروع، إذ اقترحوا أن تكون مفتوحة لكل الأندية، بدلًا من فكرة حصر المسابقة على كبار القارة العجوز فقط.

وشن منظمو خطط البطولة المقترحة هجومًا على الشكل الحالي لبطولة دوري أبطال أوروبا، التي يديرها الاتحاد الأوروبي، فيما من المتوقع أن تحسم محكمة العدل الأوروبية قرارها غدًا الخميس، بشأن ما إذا كان «يويفا» سيظل المنظم الوحيد لمنافسات كرة القدم القارية.

وتأتي فكرة إعادة النظر في المشروع الذي أثار الجدل في صيف 2021، على أن يطرح مجددًا بحثًا عن موطئ قدم على أرض الواقع، استنادًا إلى إصدار المحكمة أحكام في الماضي، لصالح إطلاق المزيد من المنافسات في رياضات أخرى مثل كرة السلة والتزلج.

المخطط البديل ربما يعكس رغبة في أن تكون البطولة المقترحة بديلًا عن دوري أبطال أوروبا، حيث تقام بمشاركة 20 ناديًا، إلى جانب احتمال مشاركة 20 ناديًا آخر في درجة أقل، مع استمرار مشاركة الأندية في مسابقات الدوري المحلية.

دوري الأبطال ليس بالجودة الكافية

ويرى منظمو خطط دوري السوبر، أنه ليس هناك مباريات بالجودة الكافية في دوري الأبطال وأن أفضل اللاعبين لا يواجهون بعضهم البعض بالشكل الكافي، كما أن أفضل المباريات تأتي في وقت متأخر للغاية في الموسم، وأن كل هذه الأمور تسفر عن تراجع الاهتمام من جانب جيل الشباب وتراجع الحضور الجماهيري.

وكانت خطط إطلاق السوبر الأوروبي بمشاركة 12 فريقًا كأعضاء دائمين قد انهارت بعد أيام قليلة من الإعلان عنها في أبريل، إذ انسحبت من الخطة الأندية الإنجليزية الستة، وكذلك ثلاثة أندية أخرى من إيطاليا وإسبانيا، في ظل احتجاجات من جانب الجماهير وروابط الدوري والحكومات، بينما لا تزال أندية ريال مدريد وبرشلونة ويوفنتوس، تتمسك بتنفيذ المشروع.