برشلونة يترقب.. تطور مفاجئ في «فضيحة نيجريرا»
وسط أجواء من الترقب في نادي برشلونة الإسباني، عادت قضية الرشوة المعروفة إعلاميًا بفضيحة نيجريرا لتتصدر المشهد من جديد على خلفية استدعاء نائب رئيس لجنة التحكيم السابق، خوسيه ماريا نيجريرا، من أجل الإدلاء بالشهادة أمام القاضي حيال مدفوعات النادي الكتالوني.
اقرأ أيضًا:
وكان الادعاء العام الإسباني، وجه في مارس الماضي، إلى إدارة البارسا اتهامات بالفساد بعد الكشف عن مدفوعات تزيد على 7.5 مليون يورو، لصالح شركة يملكها خوسيه ماريا نيجريرا، زعم برشلونة أنها بهدف الحصول على نصائح شفهية حول مواضيع تتعلق بالحكام في الفترة من 2016 وحتى 2018.
القضية الشائكة أحدثت حالة من الارتباك في الشارع الرياضي الإسباني، على نحو أجبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» على فتح تحقيق موسع حيال الأمر لم يسفر عن إدانة واضحة، بسبب عدم توافر أدلة كافية لمعاقبة النادي الكتالوني، غير أن التحقيقات لم تغلق بعد.
نيجريرا يلتزم الصمت
وكشفت مصادر قضائية، اليوم الثلاثاء، أن نيجريرا -المدّعى عليه- أبلغ رئيس محكمة التحقيق رقم 1 في برشلونة، خواكين أجيري، أنه سيستخدم حقه في عدم الإدلاء بالشهادة، دون الخوض في المزيد من التفاصيل حول سبب الصمت، وذلك في جلسة استماع استغرقت دقيقتين فقط.
ومثّل نيجريرا أمام القاضي، على خلفية قرار استدعاء نائب رئيس لجنة الحكام السابق، في يناير الماضي، على الرغم من معاناته من تدهور الذاكرة بسبب التقدم في السن، حيث رأس أجيري أنه يتمتع بالقدرة العقلية الكافية للمثول أمام القضاء.
وتجاهل ممثل نيجريرا، الذي حضر إلى المحكمة رفقة زوجته وتحت حراسة مشددة من الشرطة الإسبانية، الحيث عن الحالة الصحية، حيث بات أول من يمثل من المُدّعى عليهم أمام المحكمة، في القضية المتهم فيها رئيس برشلونة الحالي، خوان لابورتا، وسلفاه جوزيب ماريا بارتوميو وساندرو روسيل.
برشلونة في ورطة
وتصاعدت أزمة نادي برشلونة على نحو متسارع في الأشهر القليلة الماضية، بعدما داهمت قوات الشرطة مقر اللجنة الفنية للحكام بالاتحاد الإسباني لكرة القدم، على خلفية التحقيقات الجارية حاليًا بسبب قضية الرشوة المعروفة إعلاميًا بفضيحة نيجريرا.
واتهم خواكين أجيري، رئيس محكمة التحقيق رقم 1 في مدينة برشلونة، النادي الكتالوني بشكل صريح، بتقديم رشاوى إلى خوسيه نيجريرا النائب السابق للجنة الحكام، معتبرًا أن المدفوعات التي بلغت 7.5 مليون يورو لصالح نائب رئيس لجنة الحكام السابق يشكل جريمة شنعاء.
وبات برشلونة في وضع لا يحسد عليه، حيث يواجه عقوبات صارمة في حال ثبوت الإدانة رسميًا، على رأسها احتمالية الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية خلال الموسم المقبل، إلى جانب خطر الاستبعاد من المشاركة في دوري أبطال أوروبا لعدة مواسم، أما العقوبة الثالثة والأخيرة المحتملة فستكون سجن المتهمين المتورطين في دفع الرشوة.
برشلونة تحت الحصار
وأوضح الاتحاد الأسباني لكرة القدم، في بيان رسمي، في وقت سابق: «أجرى الحرس المدني عملية تفتيش للوثائق في مقر اللجنة الفنية للحكام في إطار التحقيقات في قضية نيجريرا، وتتعلق الأحداث بإدارة الاتحاد قبل مرحلتين من الإدارة الحالية».
وأضاف البيان: «الجميع داخل الاتحاد الإسباني يتعاون طوال الوقت لدى طلب أي معلومات من قبل قوات الأمن وأجهزة الدولة حيال قضية نيجريرا، وسيظل ممتثلاً للعدالة من أجل كشف الحقائق الكاملة في التحقيقات الجارية، بأسرع شكل ممكن».
وفتح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» تحقيقات موسعة حيال الأزمة، في مارس الفائت، قبل أن يمنح البارسا حق المشاركة في دوري الأبطال مع الاحتفاظ بحق اتخاذ القرار بشأن تمكين النادي أو منعه من المشاركة في المستقبل مع استكمال التحقيقات في فضيحة نيجريرا.
وتحرك برشلونة على نحو متسارع من أجل نفي اتهامات الادعاء الإسباني، مشيرًا إلى أنّه دفع بالفعل مبالغ لحساب خوسيه ماريا نيجريرا، الحكم السابق ونائب الرئيس السابق للجنة التحكيم، بين عامي 1994 و2018، ولكن من أجل الحصول على تقارير ونصائح تتعلق بالتحكيم.
وأصدر قاضي التحقيق أمرًا باتّهام المدعى عليهم في فضيحة نيجريرا بجريمة الرشوة والفساد بين الأفراد في المجال الرياضي والخيانة والتزوير في الوثائق التجارية، وغسل الأموال التي كانت تُنسب إليهم حتى الآن، معتبرًا أن تلك المدفوعات قد تكون طريقة جديدة لمكافأة حكام كرة القدم بشكل غير قانوني، في سياق فساد محتمل منظم داخل لجنة التحكيم.
وخضع نيجريرا لفحص من قبل خبراء الطب الشرعي بعد أن أمر القاضي بذلك للتحقق من التقرير الذي قدمه فريق الدفاع، والذي زعم أن الحكم السابق، البالغ من العمر 78 عامًا، يعاني من تدهور إدراكي يمنعه من مواجهة الإجراءات الجنائية.
تعليق واحد