هوامش على دفتر «بالون دور».. 10 مفاجآت في جائزة فرانس فوتبول
كانت جائزة مجلة “فرانس فوتبول” لأفضل لاعب في العالم، ومازالت، هي الأوفر مصداقية والأكثر ترقبا كل عام، منذ انطلقت لأول مرة في العام 1956 لتمنح بسخاء ستانلي ماثيوس شرف معانقة أول كرة ذهبية في التاريخ، وبقيت على العهد خلال حقبة اندماجها مع جائزة “فيفا” بين عامي 2010 و2015، قبل أن تغرد منفردة من جديد في السنوات الـ7 الماضية.
ومع تجدد الصراع على اللقب الذهبي، يأتي الإعلان عن قائمة المرشحين لحصد الجائزة، محملًا بحزمة من المفاجآت، التي تبرهن على التغيرات التي طرأت على خريطة كرة القدم، مع اقتراب أفول عصر الاستقطاب بين ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو، بعدما كسر الكرواتي لوكا مودريتش، احتكارًا دام 10 سنوات كاملة.
وتتجه أنظار عشاق كرة القدم بمزيد من الترقب والشغف صوب العاصمة الفرنسية باريس، لمتابعة موعد حفل الكرة الذهبية 2022، المقرر عند تمام العاشرة مساء اليوم الإثنين بتوقيت مكة المكرمة، وسط اهتمام عربي واسع في ظل تواجد ثنائي الضاد؛ المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز.
خروج مفاجئ
الصراع على لقب أفضل لاعب في العالم، شهد غياب الأرجنتيني ليونيل ميسي، جناح فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، للمرة الثانية منذ عام 2008، بعدما عجز صاحب الرقم القياسي لعدد مرات حصد الكرة الذهبية عن إيجاد موطأ قدم في قائمة المرشحين، بعدما عاني في الموسم الأول بعيدًا عن كامب نو، قبل أن يستعيد الكثير من البريق في حديقة الأمراء مع قص شريط الموسم الجاري.
سيطرة إنجليزية
شهدت القائمة سيطرة مطلقة للاعبي البرمييرليج، بتواجد 15 لاعبا دفعة واحدة، ويرجع الفضل في ذلك إلى توهج الثنائي مانشستر سيتي وليفربول، في الموسم المنصرم، ليقتحم السماوي القائمة بـ12 لاعبًا، وهو نفس عدد مقاعد وصيف بطل أوروبا ليفربول، وترشح توتنهام باثنين، ودخل مانشستر يونايتد بمقعد وحيد ولكن يحمل اسم كريستيانو رونالدو، فيما ضمت القائمة ثلاثة فقط من أصحاب الجنسية الإنجليزية بحضور ألكسندر أرنولد وفيل فودين وهاري كين.
العرب مروا من هنا
حافظ العرب على التواجد للعام الثاني تواليا، بعدما اقتحم المصري محمد صلاح قائمة المرشحين مجددا، بعد حسم لقب هداف الدوري الإنجليزي مناصفة مع الكوري الجنوبي سون هيونج مين، كما ينافس الجزائري رياض محرز للمرة الثالثة، بعد الفوز مع مانشستر سيتي بلقب البريميرليج.
حضور آسيوي
حمل الكوري الجنوبي هيونج مين سون جناح توتنهام، على عاتقه شرف الدفاع عن سمعة الكرة الآسيوية، بعدما سجل الحضور الوحيد لأبناء القارة الصفراء في قائمة فرانس فوتبول، بعد موسم رائع بعدما حافظ على لقب هداف البريميرليج في شمال لندن للعام الثاني تواليًا.
عام الحكومة
سجل الفرنسي كريم بنزيما، مهاجم فريق ريال مدريد، عامًا استثنائيًا على كافة الأصعدة محليًا وقاريًا، بعدما قاد «الحكومة» النادي الملكي لخطف بطولة دوري أبطال أوروبا للمرة الـ14 في تاريخه موثقًا تربع المرينجي على العرش القاري، كما حصد لقب هداف المسابقة برصيد 15 هدفًا، وكرر الأمر في الليجا بخطف اللقب الإسباني بفارق شاسع أمام أقرب المطاردين، واعتلى قائمة الهدافين بـ27 هدفًا، ليصبح الأفر حظًا لمعانقة البالون دور لأول مرة.
غيابات مفاجئة
شهدت القائمة رفيعة المستوى غيابات بالجملة، بإلى جانب خروج ميسي حامل اللقب، لتخلو كذلك ولأسباب متفاوتة، من أسماء البرازيلي نيمار جناح سان جيرمان، والحارس البرازيلي أليسون بيكر، حامي عرين ليفربول، والأرجنتيني باولو ديبالا، متوسط ميدان روما الحالي، وتوني كروس متوسط ميدان الريال.
رونالدو لا يرحم
واصل الدون كريستيانو رونالدو كتابة التاريخ، رغم الموسم المخيب الذي خيم على مانشستر يونايتد، إلا أن هذا لم يمنع البرتغالي من اقتحام قائمة الترشيحات للمرة الـ19 تواليا، ليصبح هداف الريال التاريخي أكثر لاعب ترشيحًا للجائزة منذ دخل لأول مرة عام 2007 وحتى 2022.
ورغم كون الأمر يبدو صعب المنال، إلا أن الكرة الذهبية ربما تكون على موعد مع استكمال مسلسل الصراع الثنائي بين ليو وكريس، حال نجاح رونالدو بالظفر بالجائزة، والتي تحمل الرقم 6 لأسطورة كرة القدم، وكان الرقم الأكثر صمودا للجائزة 3 مرات، لصالح يوهان كرويف وميشيل بلاتيني وماركو فان باستن، قبل أن تحل حقبة ميسي ورونالدو، فحصد البرغوث اللقب أعوام 2009، 2010، 2011، 2012، 2015، 2019، 2021، ليحطم الرقم القياسي مرتين، قبل أن يجمع الدون خماسية أعوام 2008، 2013، 2014، 2016، 2017، وإن بدت السادسة عصية إلا أن التواجد في قائمة المرشحين ربما يأتي بمفاجأة غير متوقعة.
فرنسا تحكم من جديد
فتح توهج الفرنسيين الموسم الماضي، لتصبح باريس على اعتاب الاحتفال بأحد أبناءها على عرش كرة القدم لأول مرة منذ قرابة 24 عامًا، وتحديدًا عندما حصد الأسطورة زين الدين زيدان الجائزة الذهبية، عام 1998، حيث ألقى الديوك بفلذات أكبادهم بنزيما وكيليان مبابي لاستعادة البالون دور، وهما الثنائي المرشح بقوة لخطف اللقب، مع تزايد حظوظ هداف الريال، ليصبح خامس لاعب فرنسي يعانق المجد بعد ميشيل بلاتيني وريموند كوبا وجان بيير بابان وزيزو.
معاناة ألمانية
عجز الألمان عن تسجيل تمثيل يليق بمكانة المانشافت في القائمة، بعدما حجزوا مقعدين فقط لصالح متوسط ميدان بايرن ميونخ جوشوا كيميش، ودافع الريال أنتونيو روديجر، فيما عوّض ساديو ماني رحيل البولندي ليفاندوفسكي إلى برشلونة، ليدافع السنغالي عن سمعة البوندزليجا رفقة كريستوفر نكونكو، مهاجم لايبزج، وخلت القائمة من نجوم بحجم رويس وتوني كروس وجوندوجان ومانويل نوير، في حصاد لا يليق بالماكينات.
إفريقيا هنا
شغلت القارة السمراء 4 مقاعد دفعة واحدة في قائمة بالون دور، بفارق مقعد وحيد خلف اللاتينية، بينما غرد أوروبا خارج السرب بـ20 لاعبا، وحمل صلاح وماني ومحرز وسباستيان هالر، لواء قارة المواهب في الصراع على الجائزة، فمن يحصد لقب الأفضل لعام 2022؟.
