مجرد بداية .. «رؤية 2030» تبارك حصاد أبطال المملكة «هانغتشو 2022»
وسط أجواء كرنفالية وختام لم يخل من عوامل الإبهار.. أُسدل الستار عن فعاليات دورة الألعاب الأسيوية التاسعة عشرة «هانغتشو 2022»، والتي امتدت على مدار 16 يومًا عامرة بالإثارة والندية والمتعة، وثّق خلالها أبطال المملكة العربية السعودية الطفرة الهائلة التي يشهدها مكونات الوطن وتسير بخطوات راسخة وفقًا لرؤية 2030.
أبطال المملكة القرية الأولمبي نزلوا في مدينة هانغتشو الصينية، بطموحات كبيرة وتطلعات لتجاوز إنجازات النسخة الأخيرة في الدورة الآسيوية، ضمن مخطط مدروس لمشروع طويل الأمد على خارطة صنعت الأبطال، يستهدف حصد الإنجازات بوتيرة متدرجة وبإيقاع متسارع ووسط احتكاكات دولية وإقليمية قوية.
اقرأ أيضًا:
وخطف أبطال المملكة الأنظار وسط أكثر من 12 ألف رياضي ورياضية مثلوا 45 دولة آسيوية، خاصة في الأمتار الأخيرة من عمر المنافسات، حيث استعاد أخضر القوى ذاكرة الإنجازات، وحافظت الفروسية السعودية على مكانتها في ساحات آسيا، فيما اقتحمت رياضات أخرى منصات التتويج للمرة الأولى، كما قدمت «هانغتشو 2022» العديد من المواهب القادرة على حمل الراية في «ناغويا 2026» باليابان.
حفاوة كبيرة في وداع الأخضر
طابور عرض الدول في حفل الختام جاء يليق بما حقق الصقور في الصين، حيث دخل لاعب المنتخب السعودي للجوجيتسو، والحاصل على الميدالية البرونزية عبدالملك آل مرضي رافعًا علم المملكة، وهو أحد أبطال المملكة الذين سجلوا مشاركة مشرفة ومتميزة، وسط حفاوة كبيرة من الحضور على هذا الظهور اللافت والقوي.
وتبقى آسياد «هانغتشو 2022»، ثالث أفضل مشاركة سعودية في تاريخ دورات الألعاب الآسيوية من حيث عدد الميداليات المحققة باسم أبطال المملكة، بواقع عشر ميداليات متنوعة، بواقع 4 ذهبيات، وفضيتين، وأربع برونزيات، والتي نالوا على إثرها المركز التاسع عشر في الترتيب العام.
وتأتي مشاركة المملكة في آسياد «الدوحة» في المرتبة الأولى على مستوى المشاركات السعودية المتميزة، بـ 14 ميدالية، بواقع (8 ذهبيات، وست برونزيات)، ثم آسياد «غوانزو» ثانيًا بـ13 ميدالية (5 ذهبيات، و ثلاث فضيات، و5 برونزيات).
«هانغتشو» مجرد بداية
الحساب الرسمي لرؤية المملكة 2030، على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، احتفى بأبطال الوطن بعد تحقيق الكثير من الأهداف المرسومة في آسياد، معقبًا: «بالطموح والتمكين، أبطالنا يحصدون 10 ميداليات في دورة الألعاب الآسيوية الـ19».
ونجح أبطال المملكة في معانقة المعدن النفيس عبر؛ يوسف مسرحي في سباق 400 متر عدو، وعيسى غزواني في سباق 800 متر عدو، ومنتخب الفروسية في قفز الحواجز فرق، وأيضًا الفارس عبدالله الشربتلي في قفز الحواجز فردي.
وأضاف الثنائي عبدالله أبكر في سباق 200 متر عدو، ومحمد تولو في منافسات رمي الكرة الحديدية، ميداليتين من معدن الفضة، فيما اكتمل حصاد الإنجازات برباعية برونزية، عن طريق؛ حسين آل حزام في الوثب، وعبدالملك آل مرضي وعمر ندا في الجوجيتسو، وطارق حامدي في الكاراتيه.
بالطموح والتمكين، أبطالنا يحصدون 10 ميداليات في دورة الألعاب الآسيوية الـ19.
#هانغتشو2022
#رؤية_السعودية_2030 pic.twitter.com/1LYCbIYUhF— رؤية السعودية 2030 (@SaudiVision2030) October 8, 2023
أبطال الأخضر على الطريق الصحيح
وحققت المشاركة السعودية في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة «هانغتشو2022»، الأهداف والخطط الفنية التي تم الإعلان عنها مسبقًا، من حيث تحقيق منحنى تصاعدي أعلى من دورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة «جاكرتا 2018»
تصاعد المنافسة رفع سقف الطموحات لدى بعثة الأخضر، وكأن ضخ الأدرينالين تضاعف بحثًا عن المزيد من الإنجازات، ليتجاوز أبطال سقف أرقام آسيا جاكرتا، ويمتد حصاد الذهب لما هو أبعد حيث آسياد «إنشون 2014»، بعدما حققت ميداليات ذهبية أعلى من الدورتين الماضيتين مجتمعتين.
عودة القوى وتوهج الفروسية
وشهدت الدورة الحالية، عودة ألعاب القوى السعودية لمستواها الفني العالي، حيث حققت 5 ميداليات متنوعة، مقارنة بآسياد جاكرتا 2018 حين اكتفت بميدالية برونزية وحيدة.
وأعاد المنتخب السعودي لقفز الحواجز، للأذهان، إنجازه في آسياد غوانزو 2010، حينما حقق ذهبيتي الفرق والفردي في تلك الدورة، إذ أكد في هذه الدورة، زعامته لهذه اللعبة على مستوى القارة الآسيوية.
بروز مواهب سعودية شابة
ومن النتائج الإيجابية، بروز مواهب رياضية سعودية شابة، في مقدمتهم العداء عيسى غزواني «20 عامًا»، الذي دخل سباق 800 متر برقم زمني أقل من أقرانه المشاركين، وانتزع الذهبية بفارق كبير عن منافسيه، وزميله الرامي محمد تولو «22 عامًا»، الذي فاز بفضية رمي الكرة الحديدية وكان قريبًا من الفوز بالذهبية.
ولا تتوقف المكاسب الرياضية في هذه الدورة على الإنجازات وحسب، بل سجلت الدورة الحالية، تسجيل نجوم واعدة، سيكون لها بصمة رياضية في الاستحقاقات المقبلة، أبرزهم، لاعب المنتخب السعودي للملاكمة عبدالعزيز العتيبي، الذي قدم مستوى لافتا في منافسات الملاكمة وخرج من دور ربع نهائي المسابقة.
الجوجيتسو في الموعد
ومن مكاسب الدورة على الصعيد الفني، ظهور رياضات جديدة تم اعتمادها في الأعوام الخمس الماضي كرياضات رسمية بالمملكة، لتثبت أقدمها سريعًا على طريق الميداليات، حيث ظهر أخضر الجوجيتسو، الذي حقق ميداليتين برونزيتين، بواسطة عبدالملك آل مرضي وعمر ندا، وجميعهم يتواجدون للمرة الأولى في آسياد.
71 ميدالية سعودية في الآسياد
وحرّكت المملكة حصاد الإنجازات إلى 71 ميدالية متنوعة، جاءت 29 بلون الذهب، مقابل 15 فضية، طوال مشاركاتها في الآسياد منذ بانكوك 1978، حيث حققت ميدالية برونزية وحيدة في نيودلهي 1982، وفضية وحيدة في سيئول 1986، وبرونزية واحدة في بكين 1990، وتسع ميداليات في هيروشيما 1994 (1 ذهبية – 3 فضيات – 5 برونزيات).
وفي بوسان 2002 حافظت على الميداليات التسع بواقع (7 ذهبيات – 1 فضية – 1 برونزية)، ارتفعت إلى 14 ميدالية في الدوحة 2006 (8 ذهبيات – 6 برونزيات)، في أفضل المشاركات في تاريخ الصقور، و13 ميدالية في غوانزو 2010 (5 ذهبيات – 3 فضيات – 5 برونزيات).
تراجع طفيف في آخر نسختين، بالحصول على سبع ميداليات في إنشون 2014 (3 ذهبيات – 3 فضيات – 1 برونزية)، وست ميداليات في جاكرتا 2018 (ذهبية – فضيتين – 3 برونزيات)، استوجب وقفة وتصحيح مثار على نحو أتى ثماره في هانغتشو 2022، بانتزاع 10 ميداليات (4 ذهبيات، وفضيتين، وأربع برونزيات).
