أهم الأخبارالمنتخب السعوديتقارير ومقالات

من دوري الرديف إلى «فريق مانشيني».. ماذا يحتاج الأخضر للخروج من النفق المظلم؟

في مشهد غير معتاد، عجز المنتخب الوطني الأول لكرة القدم عن تذوق طعم الفوز منذ بداية العام الجاري 2023، وعلى مدار 10 أشهر عجاف بدأت بطموحات كبيرة رفقة الفرنسي إيرفي رينارد وانتهت إلى حلة إعادة استكشاف تحت إمرة الإيطالي روبرتو مانشيني.

الوقت هو العدو الأول للمنتخب السعودي، حيث باتت تجارب مانشيني تثير الكثير من الخوف والترقب لدى الجماهير حيال قدرة الأخضر على المنافسة على لقب كأس آسيا المقررة يناير المقبل في قطر، إلى جانب تدشين مشوار البحث عن تذكرة التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، عبر تصفيات محفوفة بالمخاطر.

اقرأ أيضًا:

هل يُصلح طريد تشيلسي ما أفسده تن هاج في مانشستر يونايتد؟

ولم يقدم الأخضر العرض المنتظر تحت إمرة مدرب الآزوري السابق منذ تولى المهمة في أواخر أغسطس الفائت، وعبر محطتين الأولى جاءت في مدينة نيوكاسل الإنجليزية سبتمبر الماضي، والثانية في لاقوس البرتغالي في التوقف الدولي الأخير، حيث تكبّد 3 هزائم الأولى أمام كوستاريكا بثلاثية مقابل هدف، والثانية أمام كوريا الجنوبية بهدف دون رد، والثالثة أمام مالي بثلاثية لهدف، مقابل تعادل بشق الأنفس أمام نيجيريا.

الدوري الرديف

وأمام العروض المخيبة والنتائج الهزيلة، خرجت العديد من الأطروحات التي تستهدف محاولة تصحيح مسار الصقور سريعًا، والتي تدور في أكثرها حول منح العناصر الأساسية في المنتخب الفرصة للعب عدد دقائق أكبر في الدوري السعودي، في ظل سيطرة المحترفين الأجانب على تشكيل الكبار.

الإيطالي روبرتو مانشيني
مانشيني

البداية جاءت بتفعيل دوري الرديف بشكل أكبر وأكثر فاعلية، عبر منح المحليين الفرصة للمشاركة وكسب الاحتكاك بشكل دائم والحفاظ على حساسية المباريات، مع تقديم وجوه جديدة للمنتخب خاصة في الخط الأمامي الذي يعاني من عجز واضح في الهدافين القادرين على قيادة هجوم الأخضر، على غرار سامي الجابر وياسر القحطاني.

فريق «المنتخب السعودي»

وعلى ذكر القحطاني، خرج أسطورة الهلال، بمقترح أثار موجة من الجدل حول جدواه وإن تمحور أيضًا، حول منح العناصر الأساسية في المنتخب الفرصة للمشاركة بشكل أساسي في دوري روشن للمحترفين، وذلك عبر انضمامهم جميعًا إلى فريق واحد يلعب تحت إشراف مانشيني.

وأوضح القحطاني، في مقطع فيديو عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «اقترح أن ينضم جميع لاعبي المنتخب السعودي ممن لا يشاركون في أنديتهم بشكل أساسي، لفريق في دوري روشن، ويشرف عليه روبرتو مانشيني شخصيًا».

ولفت هداف المنتخب السعودي السابق: «ما المانع أن يكون الفريق هو الرياض على سبيل المثال؟ ينضم إليه من لا يشاركون من اللاعبين الدوليين ويدربه مانشيني، خاصة أن إنشاء نادٍ جديد أمر صعب للغاية»، مشيرًا إلى أن تدشين فريق جديد يحتاج إلى الكثير من الوقت، حيث يبدأ في الدرجات الأدنى من الثالثة وصولًا إلى دوري المحترفين، وهو أمر لا يصب في صالح المنتخب، لذلك اختيار نادٍ من المشاركين حاليًا في المسابقة هو الحل المثالي.

إقالة مانشيني

مقترح القحطاني أثار الكثير من الجدل الذي لم يخل من السخرية، بالنظر لصعوبة تنفيذ المقترح، إلا أنه وثق في الوقت نفسه معاناة الصقور قبل أيام من بداية تصفيات المونديال، وبعدها منافسات كأس آسيا، وهو ما يحتاج إلى تدخل فوري وحاسم من أجل لململة الأوراق المبعثرة على دفتر مانشيني.

وبطبيعة الحال لم يكن من السهل إغفال أن الشكوك زادت مؤخراً حول مستقبل المدرب الإيطالي على رأس القيادة الفنية للمنتخب السعودي، حيث ترددت أنباءً حول تفكير الاتحاد السعودي لكرة القدم في الاستغناء عن خدمات مانشيني وتوجيه الشكر له في ظل النتائج السلبية واقتراب موعد انطلاق التصفيات القارية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 بجانب نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2023.

الصحفي الإيطالي الموثوق رودي جاليتي، أكد عدم وجود أي نية لدى الاتحاد السعودي لكرة القدم بشأن إقالة الإيطالي من منصبه، معقبًا: «روبرتو مانشيني.. على الرغم من الشائعات الكثيرة، فإن موقعه على مقاعد البدلاء ليس في خطر حتى الآن».

مانشيني
مانشيني
ومنذ الفوز التاريخي على المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم 2022، فشل الأخضر في تذوق طعم الفوز بالخسارة في 5 مباريات أمام فنزويلا وبوليفيا في توقف مارس الفائت، كما تعثر مجددًا أمام كوستاريكا وكوريا الجنوبية ومالي، قبلهما لم يقدم المنتخب الرديف العرض المنتظر في كأس الخليج في البصرة، بهزيمتين أمام عُمان والعراق.
إقالة مانشيني أمرًا مستبعدًا وإن ترددت مؤخرًا بشكل ملحوظ، وبالفعل العديد من التقارير نفت تلك الأنباء جملة وتفصيلًا، كما أن خيار التجنيس وفقًا لأسس ومعايير صارمة وضعت سلفًا لن تكون متاحة في هذا الوقت الضيق، ليبقي المنتخب الوطني في حاجة إلى تكاتف الجميع في تلك الفترة الحرجة وقبل استحقاقات جوهرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى