الكرة العالميةالدوري الإنجليزيتقارير ومقالات

محطة براجا.. تُثبّت أقدام العرب في القارة العجوز

واصل أبناء لغة الضاد جني ثمار الإبداع الإداري في ساحات القارة العجوز، مع بدايات الموسم الجاري، عندما نجح فريق ألميريا الإسباني في تسجيل العودة إلى الدوري الإسباني، بعدما أمضى فترة من التقلب في غياهب الدرجة الأولى، كما نجح مانشستر سيتي في احتكار البريميرليج لموسم آخر، وبقي باريس سان جيرمان على العرش الفرنسي.

تطور أداء الفريق الأندلسي لا تخطئه عين، منذ انتقلت ملكيته إلى رجل الأعمال السعودي، المستشار تركي آل الشيخ، الذي عمد منذ اللحظة الأولى إلى إحداث طفرة في مكونات النادي من أجل تحقيق حلم التأهل إلى الدوري الإسباني، وكان له ما أراد ليعيد إلى المكان المفضل في دائرة الضوء وسط طموح لا يتوقف عند حدود منازعة كبار القوم على كعكة الألقاب.

الحراك الذي أحدثه آل الشيخ داخل أروقة النادي على الصعيد الفني والإداري والمالي، يؤكد أن ألميريا قادم بقوة في سماء إسبانيا، ويوثق أن تواجد العرب في أوروبا لا يستند فقط على استثمارات بالملايين وربما بالمليارات وإنما يكشف عن عقول قادرة على إحداث طفرة تلمس باليدين وتكيل بالذهب.

بارجا الوجه الجديد
المد العربي لم يتوقف، حيث نجحت شركة قطر للاستثمارات الرياضية، المالكة لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، في الاستحواذ على أسهم ناد سبورتينج براجا البرتغالي، في خطوة جديدة على طريق الاستثمار المثمر في القارة العجوز، وذلك بعد النجاح اللافت رفقة البي إس جي.

وكشفت المؤسسة القطرية، في بيان رسمي، أنها استحوذت على 21.67% من أسهم نادي براجا، الذي يحتل المركز الثالث في الدوري البرتغالي، مشيرة إلى أنه سيتم إغلاق عملية انتقال الأسهم خلال الأشهر المقبلة وفق شروط محددة.

الشركة القطرية أعربت عن اعتزازها بالاستثمار في الشركات والعلامات التجارية الرياضية الرائدة في جميع أنحاء العالم، معتبرة أن البرتغال بلد يُبنى على كرة القدم، والمشجعون هناك من بين الأشخاص الأكثر شغفا، بالإضافة إلى امتلاكهم أفضل شبكات المواهب في العالم.

وأكمل ناصر الخليفي، رئيس شركة قطر، المشهد العربي المثالي في أوروبا: «براجا مؤسسة برتغالية نموذجية ولها تاريخ مرموق وطموح كبير وسمعة للتميز داخل وخارج الملعب، وبصفتنا مستثمرا وشريكا، نتطلع إلى رؤية النادي يبتكر وينمو ويتطور بشكل أكبر».

نيوكاسل يدشن حقبة جديد
التجربة السعودية في الأندلس، فتحت شهية المملكة من أجل الاستثمار على نطاق واسع، وهنا جاء الدور على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي ليتحول بين عشية وضحاها إلى أحد الأرقام الصعبة في أوروبا، مع انتقال ملكية النادي العريق لصالح صندوق الاستثمارات العامة، ضمن مشروع طموح يستهدف السيطرة على مقاليد كرة القدم في القارة العجوز.

وأكملت مجموعة استثمارية يقودها الصندوق السعودي، صفقة الاستحواذ على نسبة 100% من مكونات النادي الإنجليزي، من شركة «سانت جيمس هولدينج ليمتد»، مقابل 300 مليون إسترليني، بعد مفاوضات شهدت الكثير من التقلبات والعثرات قبل أن ترضخ في الأخير رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، وتمنح الضوء الأخضر لتكليل المباحثات بالنجاح في 7 أكتوبر 2021.

وعلى الفور بدأ التحرك بخطوات متسارعة من أجل تكوين فريق قوي يضم لاعبين من العيار الثقيل، من أجل العودة للمنافسة على الألقاب المحلية والقارية، ومزاحمة السداسي الكبير ليفربول ومانشستر سيتي وتشيلسي ومانشستر يونايتد وآرسنال وتوتنهام، على منصات التتويج.

ويمتلك نيوكاسل، الذي يقترب من إتمام 130 عامًا، إرثًا عريقًا وتاريخًا طويلًا في القارة العجوز، وليس فقط في بلد الضباب، حيث يُعد سابع الأندية الإنجليزية تحقيقًا للبطولات، كما أنه النادي الوحيد في الشمال الشرقي لإنجلترا يمثل مدينة كاملة تتجاوز تقريبا 500 ألف نسمة، ولديه أحد أهم الملاعب في أوروبا «سانت جيمس بارك».

عاصمة النور
محطات العرب من البرتغال إلى إسبانيا وإنجلترا، سبقتها العديد من التجارب المبهرة لأبناء لغة الضاد في أوروبا، حيث قاد رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي فريق باريس سان جيرمان للسيطرة على مقاليد كرة القدم في فرنسا طوال العقد الماضي.

وانتشل المستثمر العربي فريق الأمراء من غيابات الهبوط إلى الدرجة الأدنى، ليصبح أحد أندية الرعب في أوروبا، كما فرض نفوذه محليًا وسط طفرة على مستوى البنية التحتية والملاعب ونتائج كافة الألعاب، بواقع 29 لقبًا في العقد الأخير، بينما توقف تاريخ النادي في حقبة ما قبل الخليفي عند 17 لقبا فقط.

معجزة الاتحاد
الإبداع العربي كان حاضرا في الدوري الإنجليزي بقوة أيضًا، بعدما حوّل الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان، مسيرة نادي مانشستر سيتي من أحد أندية الوسط، إلى صدارة الكرة في بلاد الضباب، ودانت له النتائج والأرقام في السنوات الأخيرة، رغم قوة المنافسة وتعدد الأقطاب، ويكفي أن السيتيزنز في العام المنصرم أكمل احتكار لقب البريميرليج للمرة السادسة في آخر 11 سنوات.

وانقلب واقع السماوي رأسا على عقب منذ الثورة الإماراتية، فأعاد لقب البرمييرليج إلى خزانته بعد غياب 44 عاما، وتوالت الألقاب ليحقق أبناء بيب جوارديولا في 14 عاما، 17 بطولة، وهم الذين حصدوا 12 فقط في 128 عامًا.

الفايد يقود القاطرة
بدايات التواجد العربي في أوروبا ربما سبقت هذا التاريخ بكثير، عندما قرر رجل الأعمال المصري محمد الفايد، شراء نادي فولهام الإنجليزي العريق، ليبدأ مرحلة الإصلاح الإداري والفني، فأنقذ النادي اللندني من تراكم الديون وحافظ على مقعده بين الكبار وطور منشآت النادي وخاصة كرافن كوتاج، فبات معشوق جماهير الأبيض.

التجربة المصرية فتحت الباب أمام العرب، فسيطر الأمير سلطان بن ناصر الفرحان آل سعود، على باناثينايكوس اليوناني، كما قام رجل الأعمال القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني، بشراء نادي ملقا، وتوالت التجارب، عبر المصري عاصم علام مع نادي هال سيتي الإنجليزي، ومواطنه ماجد سامي في ليرس البلجيكي، إلى جانب تجارب الأمير عبدالله بن مساعد، رفقة نادي شيفيلد يونايتد قبل أن يمتلك نادي بيرشكوت البلجيكي.. وغيرها من التجارب التي تتحسس طريق النجاح، فهل يسيطر المد العربي على أندية أوروبا في قادم السنوات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى