أهم الأخبارالكرة المحليةتقارير ومقالاتدوري روشن السعودي

بعد سباعية الهلال ضد الدحيل.. هكذا رضخ كريسبو أمام عظمة دياز

طالما عانق رامون دياز، المدير الفني لفريق الهلال، المجد رفقة مواطنه هيرنان كريسبو، في أروقة أمريكا الجنوبية في تعاون بلغ ذروته على منصة تتويج كأس كوبا ليبرتادوريس، تحت شعار نادي ريفر بليت، قبل أن تمضي 27 عامًا ليعود الثنائي الأرجنتيني مجددًا على ميدان واحد، ولكن وجهًا لوجه هذه المرة.

التلميذ هيرنان كريسبو استقر في قطر بعد مغامرة أوروبية رائعة ليقود فريق الدحيل إلى المحطة قبل الختامية من دوري أبطال آسيا، ليصطدم مع كبير القارة الهلال في موعد مع الأستاذ رامون دياز، في مشهد بدا لوهلة أنه متكافئ إلى حد كبير، ولا يمنح طرفًا أفضلية على حساب الآخر.

دياز يُعيد كريسبو إلى أرض الواقع

المعطيات التي سبقت المباريات زادت من مساحة التفاؤل عند الفريق القطري بقيادة كريسبو، حيث يستدرج الضيف القادم من الرياض بأفضلية الأرض والأنصار، إلى جانب إقصاء منافس سعودي من ربع النهائي بعدما تغلب على الشباب بهدفين مقابل هدف، بينما عبر الهلال بشق الأنفس على أنقاض فولاد خوزستان بهدف متأخر.

إلا أن نصف ساعة على ملعب الثمامة في العاصمة القطرية الدوحة كانت كافية لتبديد كل شيء، وتجبر التلميذ كريسبو على التسليم بشكل كامل ودون قيد أو شرط أمام الأستاذ دياز، بعدما أشار عداد النتيجة إلى تقدم أزرق الرياض برباعية دون رد.

شهية كتيبة دياز كانت مفتوحة لالتهام المضيف القطري، الذي بدا أمام تكتيك الأرجنتيني الكبير بلا حول ولا قوة، فتواصل المد الأزرق دون رحمة في الشوط الأول بالتوقيع على نصف دستة أهداف، اكتفى الحكم باحتساب 5 فقط منها، وكان رحيمًا بالدحيل في السادس.

محاولات كريسبو لإيقاف الهلال لم تفلح، أو ربما نجحت في نظر البعض، بعدما زاد الهلال الغلة إلى هدفين فقط في الشوط الثاني، لينتزع رامون دياز الفوز الأكبر في تاريخ دوري أبطال آسيا بسباعية مذلة، ويكسر الزعيم رقمه السابق قبل 11 عامًا أمام بني ياس الإماراتي بسباعية مقابل هدف.

كيف ربح دياز المعركة؟

رامون دياز لم يدخل نصف النهائي بالتحفظ المعتاد من جانب المدربين في مثل تلك المواعيد الكبرى، وإنما دخل المباراة بتشكيل هجومي مباغت بتواجد الرباعي ميشايل ديلجادو وسالم الدوسري وموسى ماريجا خلف الدبابة النيجيري أوديون إيجالو، معتمدًا على ضغط مكثف منذ اللحظة الأولى.

تكتيك دياز أتى ثماره سريعًا وبعد دقيقتين فقط، بعدما بصم إيجالو على هدف الأسبقية، على نحو أربك حسابات كريسبو، وقبل أن يستفيق التلميذ الأرجنتيني من الصدمة عاد النيجيري ليضاعف النتيجة عند الدقيقة 10، 4 دقائق آخر كانت كافية لاتساع الفارق إلى ثلاثية عبر موسى ماريجا.

خيبة الأمل وقلية الحيلة بدت واضحة على ملامح كريسبو، ودون رحمة استثمر دياز الأمر على أفضل ما يكون، فدارت ماكينة الأهداف بأقصى طاقتها، حيث عاد ماريجا لإضافة الرابع عند الدقيقة 27، وأكمل سالم الدوسري الخماسية بالتخصص في الدقيقة 38، وأكمل إيجالو السوبر هاتريك في الدقيقتين (48، 62).

دياز رجل النهائيات

أحسن دياز الاستفادة من كريسبو لاعبًا في عام 1996، عندما أحرز المهاجم الأرجنتيني هدفين في شباك أمريكا دي كالي الكولومبي، ليقود ريفر بليت إلى حصد لقب كوبا ليبرتادوريس، ثم عاد بعد نحو 3 عقود، ليعبر على أكتاف هدافه السابق إلى نهائي دوري أبطال آسيا، ليقف على بُعد خطوة من معانقة المجد القاري من جديد.

وربما الحديث عن دياز قبل نحو شهر يرتبط دائمًا بالإقالة والرحيل عن الهلال، مع تذبذب نتائج الفريق في دوري روشن على نحو لافت، إلا أن الأرجنتيني المخضرم لملم الأوراق المبعثرة سريعًا ليتحول مجددًا إلى تاجر السعادة للمدرج الأزرق.

ومنذ تسلم رامون المهمة قبل نحو عام، وبعد سقوط مدوٍ للهلال رفقة ليوناردو جارديم في مونديال الأندية أمام الأهلي المصري برباعية قاسية، حالت دون الحصول على أول ميدالية عالمية، قاد الزعيم من بعيد إلى حصد لقب دوري روشن للمحترفين من بين أنياب الاتحاد.

وعلى الرغم من خسارة السوبر السعودي، إلا أن دياز استغل هدية السماء بالمشاركة في كأس العالم للأندية ببطاقة الترشح من الاتحاد الآسيوي بسبب عدم اكتمال منافسات دوري الأبطال في النسخة الحالية، ليقدم عروضًا أسطورية، ويهزم بطل أفريقيا وبطل كوبا ليبرتادوريس، ويصعد إلى النهائي العالمي.

وعانق الهلال المجد من أطرافه في نهائي استثنائي أمام ريال مدريد الإسباني، بعدما سجل 3 أهداف في شباك زعيم أوروبا في إنجاز تاريخي، إلا أنها لم تكن كافية لحصد الكأس بعدما بصم الملكي على خماسية، ليحصد النادي السعودي مقعد وصيف العالم ويعود إلى الديار بالميدالية الفضية.

والآن يقف دياز على أعتاب مجد جديد، عندما يقود الهلال لحصد اللقب الخامس في دوري أبطال آسيا، عندما يصطدم مع أوراوا رد دياموندز الياباني في النهائي القاري، حيث تُقام مباراة الذهاب في الرياض يوم 29 أبريل المقبل، على أن تنطلق مباراة العودة في السادس من مايو.

كريسبو يرضخ أمام الأستاذ

كريسبو وقف مصدومًا أمام دياز بعدما تأكد أن عليه أن يتعلم الكثير من الأستاذ من أجل خوض تلك المواعيد الكبرى، لذا خرج بكثير من القناعة بأن ما حدث في ميدان الثمامة منطقيًا على قسوته، وعليه أن يتعلم الدرس من أجل قادم الاستحقاق.

ولخص المدرب الأرجنتيني الشاب بأن الدحيل خاض نصف النهائي القاري أمام فريق ربح فلامنجو البرازيلي بالثلاثة في مونديال الأندية، وكان ندًا عنيدًا أمام ريال مدريد في المحطة الختامية، وهز شباك البلجيكي تيبو كورتوا 3 مرات، في مشهد يعكس الفارق الشاسع.

هيرنان اعترف أن المقارنة تصب بطبيعة الحال في خانة الهلال، حيث فريق اعتاد اللعب على مستوى عال، ويبدو ضيفًا دائمًا على الدوري النهائي في البطولة القارية خاصة في السنوات القليلة الماضية، في المقابل يسجل الدحيل الحضور الأول في الدور قبل النهائي بدوري الأبطال.

وختم مدرب الدحيل بالتأكيد على أن كرة القدم ليس بها أسرار، وعندما تلعب ضد فريق مثل الهلال وفريقك ينقصه العديد من اللاعبين المهمين لابد أن تخسر، معقبًا: “رغم ذلك أنا فخور باللاعبين لأننا بلغنا هذا الدور لأول مرة في تاريخ الفريق القطري”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى