تقارير ومقالاتالكرة العالمية

أسرار مجسم كأس العالم.. وحكاية النسخة الممنوع لمسها

أيام قليلة وينطلق العرس الكروي الأكبر في عالم الساحرة المستديرة، إنها بطولة كأس العالم لكرة القدم «فيفا – قطر 2022» والتي تقام لأول مرة في دولة عربية خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر بمشاركة 32 منتخباً من جميع القارات.

وفي هذا الإطار، ينطلق معكم موقع «كورة بريك» في رحلة عبر الزمن يستعرض من خلالها تاريخ بطولة كأس العالم منذ أن كانت مجرد فكرة مطروحة يصعب تنفيذها ثم أصبح واقع في أوروجواي عام 1930، مروراً بنسخها المختلفة التي بلغ عددها حتى الآن «21»، وصولاً للنسخة المرتقبة في قطر، واليوم نسلط الضوء على مجسم كأس العالم لنكشف تاريخه وأسراره..

كأس النصر - كأس جول ريميه

– «كأس جول ريميه»

يوم 25 مايو من عام 1928، تم الاتفاق على تأسيس بطولة كأس العالم لكرة القدم واختيرت أوروغواي لاحتضان النسخة الأولى بعد عامين، فكان لزاماً إيجاد جائزة ثمينة تتنافس من أجلها المنتخبات المشاركة وتقدم للمنتخب الفائز.

رئيس الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» آنذاك، المحامي الفرنسي «جول ريميه» قرر تولي مهمة إيجاد هذه الجائزة الثمينة ودفع تكلفتها من جيبه الخاص، فلجأ إلى مواطنه النحات «أبيل لافلور» الذي صمم له كأس على هيئة إلهة النصر عند الإغريق «نايكي» بيدين ممدودتين وعلى رأسه قدر ذهبي، وقد أطلق عليه «كأس النصر».

الكأس كان من الفضة المطلية بالذهب ويبلغ ارتفاعه 35 سنتيمتراً ووزنه 3.8 كيلو جراماً وذو قاعدة من الرخام الأبيض تم استبدالها بأخرى من اللازورد الأزرق عام 1958.

منتخب أوروغواي أول من توج بـ«كأس النصر» 1930، ثم جاء منتخب إيطاليا وحصد نسختين متتاليتين عامي 1934 و1938، وألغيت نسختي 1942 و1946 بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.

عام 1948 تغير اسم «كأس النصر» إلى «كأس جول ريميه» تكريماً للجهود المبذولة من رئيس «فيفا» لإنجاح البطولة، وفاز منتخب أوروغواي أيضاً بأول نسخة بالمسمى الجديد عام 1950، وتوالت النسخ ففازت ألمانيا الغربية عام 1954 ثم البرازيل عامي 1958 و1962، ثم إنجلترا 1966.

كأس العالم داخل مصنع بيرتوني

– «كأس الفيفا»

وعندما فازت البرازيل للمرة الثالثة في تاريخها بنسخة 1970، احتفظت بـ«كأس جول ريميه» للأبد وفقاً للوائح آنذاك، فقرر «فيفا» إيجاد مجسماً جديداً فجاء من تصميم الفنان الإيطالي «سيلفيو جازانيجا» وتنفيذ مصنع «بيرتوني» بمدينة ميلانو الإيطالية، على هيئة شخصان يحملان الكرة الأرضية.

الكأس الجديدة تعرف حتى الآن باسم «كأس العالم فيفا» وهي مصنوعة بنسبة 75% من الذهب الخالص عيار 18 قيراط، وقاعدتها من «المالاكيت» وهو نوع من الأحجار الكريمة خضراء اللون.

إحدى مراحل تصنيع كأس العالم

طول الكأس 36.8 سنتيمتراً وتزن 6.1 كيلو جراماً وهي مجوفة من الداخل وإلا كان وزنها سيبلغ 70 إلى 80 كيلو جراماً، بلغت تكلفة تصنيعها 50 ألف دولار ولكن قيمتها الحالية تصل إلى 13.2 مليون دولار، منتخب ألمانيا الغربية أول من توج بالكأس الجديدة في نسخة عام 1974.

وعقب سرقة «كأس جول ريميه» -أول نسخة لكأس العالم- عام 1983 من داخل مقر الاتحاد البرازيلي، قرر «فيفا» تغيير اللوائح ولم يعد مسموح لأي منتخب الاحتفاظ بالكأس الأصلية للأبد مهما كان عدد مرات تتويجه.

وقبل مونديال 2006 بألمانيا، كانت الكأس الأصلية تسلم للمنتخب الفائز بالبطولة لكي يحتفظ بها حتى النسخة التالية إلا أن الأمر تغير أيضاً وبات يسلم الفائز نسخة طبق الأصل من البرونز المطلي بالذهب، ويسجل على قاعدتها اسم المنتخب الفائز وعام التتويج.

الكأس الأصلية يحتفظ بها «فيفا» في متحف «عالم كرة القدم» بمدينة زيوريخ السويسرية، ويتم استخدامها أثناء الاحتفالات فقط ويسجل على قاعدتها كافة المنتخبات التي سبق له الفوز باللقب.

«فيفا» ليضيف مزيد من الهيبة على جائزته الذهبية الثمينة وضع لائحة لا تسمح لأي أحد بلمس الكأس الأصلية بدون قفازات سوى اللاعبين الذين سبق لهم التتويج باللقب بالإضافة إلى رؤساء الدول ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فقط.

الكأس الأصلية ممنوع لمسها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى