توابع زلزال «حمدالله».. أفراح في الاتحاد والنصر يتأهب لجولة جديدة

في انتظار إشعار رسمي من «فيفا» لم يسدل بعد الستار على القضية التي أسالت الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة بين نادي النصر والمهاجم المغربي عبدالرزاق حمدالله، على خلفية فسخ التعاقد بين الطرفين من جانب واحد، في مشهد تطور إلى اتهامات بالتحريض والتحايل ليصل إلى أروقة الاتحاد الدولي ومركز التحكيم، في سيناريو من المرتقب أم ينتقل إلى منصة الـ«كاس».

وسدد «فيفا»، وفقًا لتقارير صحفية، مساء أمس الاثنين، ضربة موجعة إلى نادي النصر بعدما حسم القضية التي أثارت الجدل في الأيام القليلة الماضية، لصالح عبدالرزاق حمدالله، قبل أن يلزم إدارة العالمي بسداد 5 ملايين يورو تعويضًا إلى أسد الأطلس بسبب فسخ التعاقد من طرف واحد.

حمدالله استقبل القرار الدولي بالكثير من الآريحية والهدوء في انتظار الجولة القادمة، معقبًا عبر الحساب الشخصي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «أحمد الله على قرار فيفا في تبرئتي من ادعاءات باطلة، ثم أشكر إدارة نادي الاتحاد ورئيسه وأنمار الحائلي، ونائبه أحمد كعكي، على ثقتهم ودعمهم لي طيلة الفترة الماضية، كما أشكر أيضًا خبراء القانون أسامة الصباغ وفهد بن محمد بارباع، ولا أنسى شكر جمهور الإتي الحبيب».

النصر يعلن الطواريء

نادي النصر رفض التسرع في التعاطي مع قرار فيفا، حيث أكد أن المعركة لم تحسم بعد ولازال هناك محطات آخري من شأنها أن تقلب الأمور رأسًا على عقب في ظل قوة موقف العالمي، بحسب إدارة أصفر الرياض، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الحكم الصادر لم ينصف حمدالله على النحو الذي صوره البعض.

رئيس النصر، مسلي آل معمر، كسر حاجز الصمت من أجل منع تسرب القلق إلى مدرج الشمس، معقبًا: «قبل أن نفسخ عقده، كان حمدالله يطالبنا بمتأخرات قيمتها حوالي ٦ ملايين يورو، اليوم حكم له فيفا تقريبا بنصف ما كان مطلوبا منا».

وأوضح آل معمر، عبر حسابه على «تويتر»: «رفض فيفا التعويضات التي طالب بها كلا الطرفين، سنذهب إلى “كاس” قريبًا، القضية المحلية أمام مركز التحكيم مختلفة تمامًا في موضوعها، وليس لها علاقة بقرار اليوم».

من جانبه، وصف مدير إدارة الإعلام والاتصال بنادي النصر، الوليد المهيدب، الأخبار المتداولة بخصوص قرار «فيفا» بأنها غير دقيقة، مشيرًا إلى العالمي لم يلزم بدفع تعويض عن فسخ العقد مع المغربي عبدالرزاق حمدالله.

وأضاف المهيدب: «تم إلزام النصر بدفع جزء من المكافآت والرواتب المتأخرة التي كان يطالب بها اللاعب، بما فيها الخصم على جميع اللاعبين بجائحة كورونا»، موضحًا أنها أقل بكثير مما نشر في بعض الحسابات الإخبارية.

أفراح في النادي الغربي

البراءة التي صدرت من رأس المنظومة الرياضية فجرت الأفراح في أروقة نادي الاتحاد، حيث أكد رئيس نادي الاتحاد، أنمار الحائلي، أن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في قضية النصر وحمدالله؛ صادق على احترافية العميد في التعاقد مع اللاعبين، وذلك بعد أن صدر لصالح هداف النمور على حساب العالمي.

وقال الحائلي، عبر حسابه الشخصي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «صادق قرار فيفا على ما سبق وأكدناه، بأن نادي الاتحاد لم يخطئ أو يتجاوز في تعاقده مع اللاعب عبدالرزاق حمد الله، التعاقد مع المهاجم المغربي، تم بناءً على الأنظمة والأعراف المحلية والدولية، ومجلس الإدارة لن يتوان في بذل كل جهد ممكن لحفظ حقوق النادي ولاعبيه ومنسوبيه».

من جانبه، أبدى المحامي فهد بارباع، سعادته بقرار فيفا الذي أنصف حمدالله في الصراع المحموم مع النصر، معقبًا: «ألف مبروك لك -حمدالله- قرار فيفا تعويضك عن الفسخ بدون سبب مشروع، ألف مبروك لنادي الاتحاد، والرئيس أنمار الحائلي، ونائبه أحمد كعكي، والرئيس التنفيذي عبدالوهاب عابد، لعدم إدانة النادي بأية مخالفات احترافية وانضباطية».

بين مؤيد ومعارض

النزاع وتبعاته لم يتوقف عند حدود الطرف الأصفر في جدة ونظيره في الرياض، وإنما امتدت ردود الأفعال بشكل واسع على مدار الساعات القليلة الماضية، حيث فجر الناقد الرياضي فيصل الجفن، مفاجأة جديدة، بأن الأمور لم تحسم بعد لصالح حمدالله، خاصة أن جولة «كاس» ربما تصب في صالح النصر.

وقال الجفن في تصريحات لشبكة «SSC»، تعليقًا على قرار «فيفا»: «قد ينقلب القرار رأسًا على عقب في محكمة CAS ويكسب نادي النصر ويجب أن ننتظر حتى تنتهي كامل القضية»، مشيرًا إلى أن ما يتداول حاليًا هو مجرد تخمينات.

بدوره، أكد المستشار القانوني أحمد الشيخي، أن النصر سيتجه لطلب حيثيات القرار وستذهب القضية إلى محكمة CAS، مشيرًا إلى أنها ستنظر إلى القضية بشكل كامل بما فيها التسريبات والتسجيلات، بالإضافة إلى استدعاء الشهود للوقف على كل أركان القضية.

وأضاف الشيخي: «لجنة الاحتراف السعودية عاقبت نادي الاتحاد واللاعب حمدالله عند التفاوض بينهم لم يكن هناك أذن كتابي، وليس صحيح أن الفيفا أعطى الاتحاد السعودي خيارين بأن يغلقوا القضية أو يعلقوها مؤقتًا».

وبخصوص الحكم النهائي في القضية، شدد الشيخي، على وجود «أمور مبهمة» في القرار الصادر من الاتحاد الدولي، مشيرًا إلى أنه يجب انتظار حيثيات القرار من أجل معرفة سبب ذلك، معلقًا: «القضية قد تصل لأكثر من سنة ونصف إذا استأنف النصر».

الفراج يدخل على خط الأزمة

وأوضح الفراج، عبر الحساب الشخصي على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، اليوم الإثنين: «لم أشك في لحظة أن أي جهة رياضية قضائية لن تقبل تسجيلات غير شرعية، لم يتم التأكد من توقيتها وسياق كلامها، فيفا اليوم أصدر قرارًا يعد درسًا قانونيًا لكافة اللجان القضائية الرياضية السعودية، مبروك لنادي الاتحاد ومبروك حمد الله».

وأضاف مقدم برنامج «أكشن مع وليد»: «قرار فيفا الذي وصل نادي الاتحاد اليوم، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن نادي الاتحاد نادي عظيم في تاريخه وأخلاقه واحترامه للمنافسة الشريفة، ولم ولن يكون محرضًا طوال تاريخه، مبروك الحقيقة لكل الاتحاديين ولرئيسهم المقاتل أنمار الحائلي».

وبدأت أزمة اللاعب المغربي بعدما فك العالمي، برئاسة مسلي آل معمر، في 23 نوفمبر 2021، الشراكة مع حمدالله من جانب واحد، حيث أعاد نادي العاصمة القرار آنذاك لأسباب قانونية مشروعة، استنادًا إلى لوائح «فيفا»، مشددًا على التحرك لحفظ الحقوق المالية والقانونية المترتبة على ذلك القرار أمام الجهات القضائية المختصة.

وتطور الأمر سريعًا، بعدما تقدم النصر بشكوى جديدة بسبب وتضمن تسريب مزعوم لمحادثة هاتفية بين المهاجم المغربي، أثناء اللعب بقميص النصر وقبل الانتقال إلى صفوف الاتحاد في ميركاتو الشتاء الفائت، مع حامد البلوي، مدير الكرة السابق للنمور، وذلك قبيل مباراة الكلاسيكو بين الفريقين لحساب منافسات الدور الأول من دوري المحترفين السعودي، وسط اتهامات بالتحريض والتحايل.

وشكّل حمدالله، صاحب الـ31 عامًا، أحد أهم أبرز القطع المؤثرة على رقعة فارس نجد، منذ شد الرحال صوب الرياض في ميركاتو صيف 2018، قادمًا من الدوري القطري بعد مغامرة مثالية بين جدران الجيش، والريان، قبل أن يشد الرحال على نحو مفاجئ إلى الاتحاد ليدشن تجربة جديدة.

ودافع حمدالله عن شعار العالمي في 74 مباراة لحساب دوري المحترفين السعودي، على مدار 4 مواسم، بصم خلالها على 77 هدفًا، وقدم 14 تمريرة حاسمة، وقاد أصفر الرياض لاستعادة لقب دوري الدوري في موسم 2018/2019، إلى جانب ثنائية كأس السوبر 2020، 2021.