الكرة العالميةتقارير ومقالات

«كلب» أنقذها قبل اختفاءها للأبد.. 4 محاولات لسرقة كأس العالم

كأس العالم هدف يراود جميع لاعبي كرة القدم عبر التاريخ، كما أنها حلم لكافة الشعوب العاشقة للساحرة المستديرة، ولكن بريقها يغري عيون اللصوص ويسيل لعابهم، فالمجسم الذهبي لأشهر مسابقة رياضية تعرض عدة مرات للسرقة، منها محاولات نجحت وتم استعادة الكأس فيما بعد، ومنها ما تسبب في ضياعها للأبد.

«المحاولة الأولى»:

أثناء الحرب العالمية الثانية «1939 – 1945» كانت الكأس بحوزة المنتخب الإيطالي الفائز بالنسخة الثالثة عام 1938، واحتُفظ بها داخل أحد بنوك روما، إلا أن نائب الاتحاد الإيطالي «أوتورينو باراسي» أخذها وأخفاها أسفل فراشه داخل صندوق أحذية خوفاً من الألمان الذين غزوا بلاده آنذاك عقب سقوط حليفهم الفاشي «بينيتو موسوليني».

«باراسي» كشف عن قيام  ضباط ألمان باقتحام منزله وتفتيشه بحثاً عن الكأس التي كانت يتغنى بها الطليان عقب تتويجهم للمرة الثانية توالياً «1934 و1938»، ولكنهم فشلوا في العثور عليها، قبل أن يقوم بتسليمها إلى «فيفا» عقب انتهاء الحرب وعودة الأوضاع لطبيعتها.

«المحاولة الثانية»:

في مارس 1966 كانت الكأس داخل صندوق زجاجي في «ويستمينستر» بلندن حيث كانت تعرض أمام الجماهير ترويجاً لاستضافة إنجلترا للبطولة بعد شهور قليلة، وفجأة اختفت في ظروف غامضة.

شرطة «سكوتلاند يارد» أعلنت حالة الطوارئ ولكنها لم تتمكن من العثور على الكأس، ولم يجد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم حلاً سوى تكليف صائغ شهير يدعى «ألكسندر كلارك» بصنع نسخة مماثلة.

وبإحدى الليالي، تلقي «جو ميرز» رئيس الاتحاد الإنجليزي مكالمة هاتفية من مجهول يطلب فدية قدرها 15000 جنيه إسترليني مقابل إعادة الكأس، وتم نصب كمين له والقبض عليه ولكنه لم يكن يعرف شيئاً عن الكأس واعترف بأنه حاول استغلال الموقف للحصول على المال.

وقبل أن ينتهي الصائغ «كلارك» من عمله تم العثور على الكأس الأصلية بواسطة كلب أنثى تدعى «بيكلز» وكانت الكأس مغلفة بأوراق صحف وملقاة على الأرض في حديقة عامة شرق لندن، وحصل «ديفيد كوربيت» صاحب الكلب وكان يعمل مراكبي على مكافئة مالية قدرها 6000 جنيه إسترليني.

بعد فترة وجيزة أصبح الكلب «بيكلز» من المشاهير وظهر على شاشة التلفزيون وفي بعض الأفلام، كما حضر رفقة صاحبه «كوربيت» احتفالات تتويج منتخب إنجلترا بالبطولة للمرة الأولى والأخيرة حتى الآن.

أما النسخة المقلدة التي صنعها الصائغ «كلارك»، فقد بيعت بعد ذلك في مزاد خيري عام 1997 مقابل 254.500 جنيه إسترليني.

الكلب بيكلز
الكلب بيكلز

«المحاولة الثالثة»:

في عام 1970 توج منتخب البرازيل باللقب للمرة الثالثة في تاريخه مما منحه حق امتلاك الكأس مدى الحياة وفقاً للوائح، الأمر الذي دفع «فيفا» لصناعة كأس جديدة بتصميم جديد.

الكأس القديمة وضعت في خزينة الاتحاد البرازيلي بمدينة ريو دي جانيرو لمدة 13 عاماً، قبل أن يأتي يوم 19 ديسمبر 1983 وتختفي إلى الأبد، فالكأس قد سرقت وفشلت الشرطة في استعادتها، حيث يعتقد أنه تم صهرها وبيعها في السوق السوداء على شكل سبائك.

وعام 1984 قام الاتحاد البرازيلي بالاتفاق مع شركة متخصصة لصناعة كأس بديلة لوضعها في المتحف الخاص به.

وبسبب ضياع أول مجسم في التاريخ لكأس العالم والذي كان يسمى «كأس النصر» ثم «كأس جول ريميه»، قرر «فيفا» تغيير اللوائح وعدم السماح لأي منتخب بالاحتفاظ بالكأس الأصلية مهما كانت عدد مرات تتويجه.

وفي 2014، قبيل استضافة البرازيل للمونديال أعلنت الشرطة الفيدرالية البرازيلية عثورها على الكأس المفقودة في قصر أحد أشهر بارونات المخدرات، ولكن لم يصدر أي تعليق من الاتحاد البرازيلي لكرة القدم أو «فيفا» مما أثار الشكوك حول صحة كونها الكأس الأصلية.

الكأس التي ضاعت إلى الأبد
الكأس التي ضاعت إلى الأبد

«المحاولة الرابعة»:

في نهائي أول كأس عالم تقام داخل قارة إفريقيا وبالتحديد في دولة جنوب إفريقيا عام 2010، بين هولندا وإسبانيا، تفاجأ الجميع بأحد المشجعين يقتحم أرضية الملعب ويركض باتجاه الكأس إلا أن الأمن ألقى القبض عليه.

المشجع يدعى «خاومي ماركيت كوت» وهو إسباني الجنسية، ووجهت إليه تهم التعدي على ممتلكات الغير ومحاولة سرقتها، ولكن في النهاية غرم مالياً بـ260 دولار فقط بعدما أثبتت التحقيقات أنه مغامر مهووس بالشهرة ولم يكن ينوي سرقة الكأس.

مجسم كأس العالم سواء القديم أو الجديد تصل قيمته المالية إلى ملايين الدولارات مما يجعله مطمعاً للصوص، ولكن بالتأكيد قيمته المعنوية لكرة القدم بكل عناصرها أكثر بكثير.

«خاومي كوت» في نهائي 2010

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى