أهم الأخبارالكرة المحليةالمنتخب السعوديتقارير ومقالات

على موعد مع التاريخ.. 6 عوامل ترجح كفة الأخضر في المونديال؟

«ليس هناك حد في كرة القدم، عليك أن تؤمن أن الحظ سيقف إلى جوارك وأن تصنع حظك بنفسك».. بهذه الكلمات لخص الفرنسي إيرفي رينارد، المدير الفني للمنتخب السعودي، حظوظ الأخضر في نهائيات كأس العالم لكرة القدم المقرر بعد قرابة 20 يومًا، حيث يمكن لرفاق القائد سلمان الفرج صناعة المجد في قطر والذهاب بعيدًا في المحفل العالمي.

الأخضر يدخل المونديال بمعنويات كبيرة وثقة لا تخطئها عين بعد أن قدم مردودًا هو الأروع في التصفيات على صعيد النتائج والأرقام، وتحت إمرة مدرب يعرف جيدًا من أين تأكل الكتف، ويجيد قراءة المشهد، ويبقى خبيرًا في كيفية الوصول إلى الهدف من أقصر الطرق.

الجمهور كلمة السر

معطيات تمنح الكثير من الأمل حول قدرة الصقور على التحليق في أجواء الدوحة، وسط دعم جماهيري غير مسبوق يرجح كفة الأخضر على حساب القادمين من أوروبا أو الأمريكتين، فوق ميدان يعرف رجال رينارد الكثير من أبعاده بالنظر إلى اللعب كثيرًا في قطر والتمرس على الأجواء في بلد الجوار.

وكشفت أرقام «فيفا» أن الجمهور السعودي ضمن الأكثر استحواذًا على التذاكر لمؤازرة المنتخب، ما دفع الاتحاد السعودي لإطلاق الهوية البصرية الموحدة لجماهير الأخضر في كأس العالم، لدعم الصقور وحشد المشجعين في الدوحة، وتهيئة كافة الظروف النفسية والتشجيعية لدعم اللاعبين والجهازين الفني والإداري.

ويسبق الأخضر إلى قطر تاريخًا مشرفًا من المشاركات في الحدث الأهم في عالم كرة القدم، حيث سجل المنتخب الوطني الظهور الأول قبل نحو 3 عقود عبر الأراضي الأمريكية، والتي جاءت بطعم التألق والإنجاز، بعدما نجح رفاق سعيد العويران في خطف الأضواء والتأهل إلى ثمن النهائي، في مشهد كاد أن يتطور إلى ما هو أفضل لولا فوارق الخبرات.

التاريخ في خندق الصقور

ونجح المنتخب الوطني في التأهل إلى كأس العالم في 5 مناسبات سابقة، بدأت في مونديال أمريكا 1994، والتي نجح خلالها في تجاوز خسارة الافتتاح أمام هولندا بهدفين لهدف، لينتزع الفوز الأول والتاريخي على حساب الشقيق المغربي بالنتيجة ذاتها، قبل أن يفجر المفاجأة بالفوز على بلجيكا بهدف نظيف، ليعبر إلى دور الـ16 من المركز الأول، إلا أن السويد بقيادة توماس برولين، كانت العقبة أمام استكمال المغامرة السعودية في بلد العم سام.

الظهور الثاني لم يتأخر كثيرًا وإنما جاء في النسخة التالية مباشرة في فرنسا 1998، إلا أن الإنجاز الأمريكي لم يتكرر وانتهي الحلم مبكرًا من الدور الأول، ثم جاءت المشاركات التالية في كوريا واليابان 2002، وألمانيا 2006، وروسيا 2018 على نفس المنوال، وإن استعاد رفاق الفرج نغمة الانتصارات في النسخة الأخيرة على حساب المنتخب المصري.

وقدم الأخضر العديد من النجوم التي صنعت التاريخ في المحفل العالمي، بداية من الهداف التاريخي سامي الجابر، الذي بصم على 3 أهداف في 4 مشاركات أعوام 1994، 1998، 2002، 2006، إلى جانب العميد محمد الدعيع، حامي عرين الصقور، وسعيد العويران صاحب الهدف المارادوني في شباك الشياطين الحمر، والذي صُنف ضمن الأجمل في المسابقة، وباقي الأسماء الرائعة؛ فؤاد أنور ويوسف الثنيان وحمزة إدريس ومحمد الشلهوب وفهد المهلل وعبيد الدوسري وطلال المشعل ونواف التمياط.

خبرات المونديال تدعم رينارد

التاريخ لا ينسلخ عن الحاضر، بل ربما بدت كتيبة الفرنسي هيرفي رينارد قادرة على صناعة الفارق وتجاوز إنجازات الماضي القريب رغم صعوبة المهمة، بالنظر إلى التمرس على اللعب في كأس العالم، حيث يضم المنتخب 9 عناصر شاركت في نسخة روسيا، وساهمت في تحقيق الفوز على المنتخب المصري، ويبرز من بينها الثنائي سلمان الفرج وسالم الدوسري، وكلاهما ترك بصمته بالتوقيع على هدف مونديالي.

ويعول رينارد على قائمة متوازنة ومتفاهمة إلى حد كبير، حيث تنعم بالاستقرار والاستمرارية في المشاركة منذ تولى المهمة في صيف 2019، يقودها الحارس الأمين محمد العويس وعلي آل بليهي ومحمد البريك وياسر الشهراني وسلمان الفرج وعبدالله عطيف وهتان باهبري وفهد المولد وسالم الدوسري، وهي الأسماء التي سجلت الحضور في المونديال الروسي.

إلى جانب عبدالله العمري وعبدالله مادو وحسان التمبكتي وسلطان الغنام وأحمد بامسعود وسعود عبدالحميد ورياض شراحيلي وعلي الحسن ومحمد كنو وعبدالإله المالكي وسلمان الفرج وناصر الدوسري وسامي النجعي وعبدالرحمن العبود ونواف العابد وأيمن يحيى وهيثم عسيري وعبدالله رديف وعبدالله الحمدان وصالح الشهري وفراس البريكان، قبل أيام من حسم القائمة النهائية.

الداهية رينارد

ومع توافر الأسماء المؤثرة، يبقي الداهية رينارد هو الرقم الصعب في معادلة الأخضر، حيث يمتلك الفرنسي خبرات رائعة خارج الخطوط لم يحتج معها إلى وقت كبير لإعادة ترتيب أوراق الأخضر، وصناعة فريق مرعب قادر على تحقيق الفوز داخل وخارج الديار وإرهاب المنافسين.

رينارد الذي قاد زامبيا وكوت ديفوار لتحقيق أمم أفريقيا، ليصبح أول مدرب يقود منتخبين مختلفين إلى منصة تتويج الكان، قبل أن يمنح منتخب المغرب تذكرة التأهل إلى مونديال 2018، دون خسارة وبشباك نظيفة، تولي مهمة تدريب الصقور في توقيت حرج، ليتأهل مع الفريق إلى نهائي كأس الخليج، قبل أن يقود الأخضر إلى أجواء المونديال بكثير من الأريحية والتألق وبحزمة من الأرقام القياسية.

 

وقاد رينارد، المولود يوم 30 سبتمبر 1958، المنتخب السعودي في 29 مباراة رسمية وودية، فاز في 16 منها وتعادل 9 مرات، وخسر في 4 لقاءات، كما ينعم بالكثير من الاستثرار، بعدما أجبر الجميع على تمديد تعاقده حتى صيف 2027، ليكمل المسيرة الرائعة رفقة الصقور.

أجواء ما قبل المونديال

مر الأخضر، الذي يُعسكر حاليًا في الإمارات ضمن المرحلة الثالثة من برنامج الإعداد، بالعديد من الاختبارات قبل المونديال، وبعض النظر عن النتائج شكلت محطات متنوعة مع مدارس مختلفة من أجل التحضير بشكل جيد لمعترك النهائيات.

الأخضر استهل رحلة الإعداد لنهائيات كأس العالم الذي يُقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، بالخسارة في أول وديتين أمام كولومبيا وفنزويلا على الترتيب، في شهر يونيو الماضي، ثم تعادل دون أهداف مع الإكوادور وأمريكا في شهر سبتمبر.

النتائج لم تسرب القلق إلى رينارد، وإن وقف جيدًا على وضعية فريقه بين الكبار، وفي احتكاك أعلى من حدود آسيا، ليحقق بعدها الفوز على مقدونيا الشمالية، بهدف حمل توقيع صالح الشهري، في معسكر أبو ظبي، قبل أن يتعادل مع ألبانيا بهدف لكل طرف.

هنا اطمئن الفرنسي على استعادة المهاجم صالح الشهري النجاعة الهجومية والفعالية أمام المرمى بعد غياب طويل بسبب الإصابة، ليشكل أبرز المكاسب في معسكر أبو ظبي، بعدما شكل المهاجم رقم 9 صداعًا مزمنًا في رأس مدرب الأخضر.

وينتظر رينارد أن يجني المزيد من المكاسب والوصول إلى أتم جاهزية عبر محطات الهندوراس، يوم 30 أكتوبر الجاري، ثم قبل أن يصطدم مع آيسلندا وبنما، يومي 6 و10 نوفمبر المقبل، على أن يختتم الوديات باللقاء الأبرز ضد كرواتيا يوم 16 نوفمبر المقبل.

مجموعة متوازنة

المنتخب السعودي، الذي يسجل الحضور السادس في المونديال، يتواجد في المونديال ضمن منتخبات المجموعة  «C»، حيث يستهل مشواره بمواجهة هي الأصعب أمام الأرجنتين يوم الثلاثاء 22 نوفمبر المقبل، قبل أن يصطدم ببولندا على ملعب المدينة التعليمية، والمكسيك، على ميدان لوسيل، يومي السبت والأربعاء 26 و30 من الشهر ذاته.

 

على الورق تميل الأفضلية صوب الأطراف الثلاثة على حساب الأخضر، إلا أنه باستثناء الأرجنتين التي استعادة الكثير من البريق تحت أمرة ليونيل سكالوني، وترقب المجد في أخر ظهور مونديالي للأسطورة ليونيل ميسي، تبدو المستويات متقاربة إلى حد كبير مع بولندا والمكسيك.

بولندا التي عبرت إلى المونديال عبر بوابة الملحق، تعول على النجم روبرت ليفاندوفسكي أفضل لاعب في العالم 2021، إلا أن النتائج الودية والرسمية التي سبقت النهائيات كشفت عن كثير من العورات في صفوف الفريق الأوروبي، وتؤكد أن الفوز عليه ليس بالأمر المستحيل.

رفاق ليفا اكتفوا بمواجهات دوري الأمم من أجل التحضير للمونديال، فحققوا الفوز في مناسبتين فقط أمام ويلز ذهابًا وإيابًا، بينما تكبد خسارة ثقيلة بسداسية أمام بلجيكا ثم تعادل مع هولندا وهزيمتين تواليًا أمام الشياطين الحمر والطواحين تواليًا، ليوثق ثغرة في الخط الخلفي لا تخطئها عين.

وفي المقابل لا تبدو المكسيك في أفضل مستوياتها وإن حاولت عبر مجموعة من الشباب استعادة الكبرياء، لكنها لم تقدم المردود المثالي في تصفيات المونديال، وجاءت الوديات لتكشف أن أبناء أمريكا الشمالية في حاجة إلى الكثير من العمل، في ظل النتائج غير المقنعة والأداء المهتز.

عوامل كثيرة تمنح كتيبة الأخضر الفرصة لتسجيل حضور تاريخي في نهائيات المونديال المرتقب، وتحت أنظار الآلاف من أبناء المملكة والخليج الذي زحفوا خلف الصقور، فهل يستطيع هيرفي رينارد ورفاقه إعادة كتابة التاريخ في قطر؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى