«لغز دوري 48».. «حيلة فاروق» للهروب من بطش الشعب المصري

ساعات قليلة وتنطلق النسخة رقم «64» من عمر الدوري المصري الممتاز لكرة القدم موسم 2022-2023، الدوري الأقدم في إفريقيا والشرق الأوسط، حيث كانت البداية عام 1948 أي قبل الآن بـ74 عاماً مما يعني أنه من المفترض أن النسخة الجديدة تحمل الرقم «73»، ولكن هناك 5 مواسم لم تلعب بسبب ظروف الحرب و6 مواسم أخرى بدأت ولم تكتمل وتم إلغاءها لأسباب مختلفة.

ورغم أن الاتحاد المصري لكرة القدم الذي تأسس عام 1921 احتفل بمئويته العام الماضي، إلا أن الدوري الممتاز ما يزال في العقد السادس من عمره، فقد تأخرت بداية البطولة لمدة 27 عاماً لأسباب مجهولة، وعندما انطلقت اختير لها 1948 العام الذي كانت تعيش فيه مصر ظروفاً استثنائية بسبب مشاركتها إلى جانب الجيوش العربية في حرب تحرير فلسطين من عصابات الصهاينة.

ومنذ تأسيس الاتحاد المصري لكرة القدم توالت محاولات مجالس الإدارات المختلفة للحصول على الموافقة الملكية لاستحداث بطولة الدوري، ولكنها كانت تفشل في كل مرة لأسباب غير واضحة قد يكون أهمها تمسك حاشية القصر الملكي باستمرار كأس الملك –كأس مصر فيما بعد- البطولة الرئيسية.

وفي عام 1946 زادت محاولات الاتحاد المصري لكرة القدم عن طريق مديره العام، محمود بدر الدين، لتأسيس بطولة الدوري لتحل بدلاً من دوري المناطق، حيث لم يعد كافياً أن تلعب أندية القاهرة مع بعضها البعض وأندية الإسكندرية مع بعضها وأندية منطقة القناة مع بعضها وهكذا.

سنة الحرب

وتقدم رئيس اتحاد الكرة آنذاك، حيدر باشا، إلى الملك فاروق، بأكثر من طلب لإطلاق بطولة الدوري، وهو ما كان يقابل بتجاهل تام ولم يتلق أي إجابة سواء بالمرفض أو القبول، حتى جاء عام 1948 عندما تمت الاستجابة بشكل مفاجئ في نهاية شهر أغسطس.

وبدون أي مقدمات أو ترتيبات انطلقت النسخة الأولى من الدوري المصر الممتاز في شهر أكتوبر، بينما كانت مصر تحارب في فلسطين منذ مايو 1948 واستمرت حتى مارس 1949، وهي الحرب التي كان واضحاً من بدايتها أن الجيوش العربية سوف تخسرها لأسباب كثيرة.

وتزداد غرابة توقيت انطلاق الدوري المصري الممتاز بقيام رئيس اتحاد الكرة وقتها وهو نفسه وزير الحربية، حيدر باشا، بتغير اسم الوزارة من الدفاع الوطني إلى الحربية في إطار تهيئة الأجواء لخوض حرب فلسطين، مما يؤكد إدراكه بأن الأجواء غير مناسبة وبجانب عدم امتلاكه الوقت للاهتمام بشئون الساحرة المستديرة بينما هو يتابع أخبار الحرب، الأمر الذي يرجح فرضية أن القرار جاء من الملك فاروق ذاته الذي كان يواجه ضغط شعبي كبير بسبب الفساد وسوء تجهيز الجيش المصري وخسائره في الحرب.

ويبدو أن الملك فاروق تعلم من حلفائه الإنجليز دروس الكرة والسياسة، وكيفية استغلال الساحرة المستديرة وملاعبها للإلهاء السياسي والاجتماعي وتخفيف التوتر والغضب المجتمعي.

وبشكل سريع ومفاجئ بدأ التجهيز للبطولة الوليدة، وتم اختيار 4 أندية من القاهرة هي «الأهلي – الزمالك – الترسانة – السكة الحديد»، و4 أندية من أسكندرية هي «الاتحاد – الأولمبي – الترام اليونان» و3 من منطقة القناة هي «الإسماعيلي – المصري – بور فؤاد»، ولم يشارك أي ناد من منطقة الدلتا أو الصعيد رغم أن ناديي طنطا والمنيا شاركا في نسخة الكأس عام 1947، وذلك لأسباب غير واضحة ولكنها قد نرجعها لعدم التخطيط.

النسخة الأولى:

وبدأ الدوري بمباراة الزمالك المعروف وقتها باسم «فاروق» مع المصري البورسعيدي، وانتهت بفوز الفارس الأبيض بنتيجة 5-1،  وبات محمد أمين لاعب الزمالك صاحب أول هدف في تاريخ البطولة، بينما زميله سعد رستم صاحب أول ثلاثية «هاتريك»، وفي الجولة الأولى  فاز الأهلي على اليونان بنتيجة 5-0 أحرز أحمد مكاوي أول أهداف الأحمر.

بينما أول قمة بين الأهلي والزمالك كانت في الدور الأول وانتهت بالتعادل 2-2، بينما فاز الفارس الأبيض في مباراة الدور الثاني بنتيجة 1-0.

وفي نهاية الدوري فاز الأهلي باللقب برصيد 29 نقطة، وفي المركز الثاني جاء الترسانة، فيما احتل الإسماعيلي المركز الثالث، ومن خلفه المصري البورسعيدي، بينما جاء الزمالك في المركز الخامس.

وحتى وقتنا الحالي، نجحت 7 أندية فقط في الفوز بلقب الدوري، هي الأهلي صاحب الرقم القياسي برصيد 42 مرة وخلفه الزمالك بـ14 مرة ثم الإسماعيلي 3 مرات، فيما فازت أندية المقاولون العرب وغزل المحلة والأولمبي والترسانة باللقب مرة واحدة لكل منهم.

يشار أن اليوم الثلاثاء، سوف تقام 3 مباريات في إطار منافسات الجولة الأولى من الدوري المصري الممتاز موسم 2022-2023، وستكون ركلة البداية بمواجهة جماهيريه بين فريقي أسوان والاتحاد السكندري.

ويستهل كبير الأندية المصرية الأهلي مشواره بمواجهة الإسماعيلي، غداً الأربعاء، فيما يخوض حامل اللقب الزمالك مواجهته الأولى أمام سموحة، في نفس اليوم.