أهم الأخبارالكرة العالميةتقارير ومقالات

من فينيسيوس إلى شيكا وبوبيندزا.. «العنصرية» الوجه القبيح لكرة القدم

«الرياضة أخلاق» لعل الجملة السابقة تعلمها الجميع في بداية نشأته وحبه للرياضة سواء كانت كرة القدم أو لعبة من الألعاب الأخرى، فالهدف الأسمى من الرياضة هو أن يتحلى الرياضي الممارس أو المشجع بالأخلاق، ولكن مع مرور الوقت والأزمان واختلاف العصور، أصبحت الجملة تتلاشى شيئًا فشيئًا، ليكون المكسب الهدف الوحيد أيًا كانت الوسيلة المستخدمة.

وشهد محبي كرة القدم؛ حيث اللعبة الأكثر الشعبية على مستوى العالم، الكثير من الحوادث التي لا تمت للأخلاق بصلة، إذ أصبحت العنصرية أمرًا أساسيًا في الملاعب حول العالم، لا سيما الملاعب العربية في الآونة الأخيرة.

فينيسيوس جونيور

تصدر البرازيلي فينيسيوس جونيور، محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي، في اليومين الماضيين؛ حيث تعرض –مجددًا- للإهانات العنصرية في الملاعب الإسبانية، والتي اشتكى منها اللاعب كثيرًا منذ انضمام لنادي ريال مدريد قادمًا من البرازيل، دون أن يحرك أحد ساكنًا، ودون معاقبة أي شخص، ولكن وصلت الأمور إلى حد لا يمكن التغافل عنه، بعد مشادات مع جماهير نادي فالنسيا، وثقت العدسات تجاوزاتهم، ولكن لا حياة لمن تنادي.

دمية فينيسيوس
دمية فينيسيوس

جماهير فالنسيا قد استقبلت فينيسيوس جونيور بهتافات عنصرية منذ وصول ريال مدريد وقبل انطلاق المباراة، كما وصفته بـ«القرد»، وهو ما جعل اللاعب البرازيلي يدخل في مشادة معهم ويرد عليهم بإشارة اقتراب هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية.

وانفجر فينيسيوس في البكاء عندما استمرت الهتافات العنصرية ضده بالإضافة لهتاف «الموت لـفينيسيوس»، وطالب اللاعب البرازيلي حكم اللقاء بالتدخل.

تدخل رئاسي وإدانات واسعة.. القصة الكاملة لأزمة فينيسيوس والعنصرية في إسبانيا

الملاعب السعودية والعنصرية

المملكة لم تكن بعيدة عن العنصرية؛ حيث تعرض آرون سالم بوبيندزا، لاعب نادي الشباب، لهجمات مسيئة عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد إهداره ركلة جزاء في مباراة فريقه أمام نظيره الاتحاد؛ بعدما أصرّ على تسديد المخالفة رغم اعتراض المدير الفني فيسنتي مورينو.

وعبر بوبيندزا عن غضبه بعد التعرض لتلك الإساءات، قائلاً: «لقد ارتكبت خطأ، أعلم ذلك وأتحمل كامل المسؤولية، لا أبحث عن أعذار، لكن هل من الطبيعي أن أتلقى مثل هذه الرسائل؟».

وأضاف: «أحب هذا النادي، وأعطي كل ما لدي، أحيانًا أتألق وأخرى أسقط، هذه هي الحياة، هذه هي الرياضة، لكن لا شيء يبرر العنصرية أبدًا».

استشراء العنصرية في الملاعب الإيطالية

العديد من اللاعبين في بطولة الدوري الإيطالي، عانوا من العنصرية ضدهم من الجماهير؛ حيث كان آخرهم البلجيكي روميلو لوكاكو، لاعب نادي إنتر ميلان، والذي تعرض لإهانات عنصرية من جماهير يوفنتوس خلال نصف نهائي كأس إيطاليا.

ووضع لوكاكو أصبعه على فمه مطالبا إياهم بالصمت، ليدخل في شجار مع اللاعبين، ولكن أدانت رابطة الدوري الإيطالي، كل فصول التمييز العنصري، مؤكدة أن الأندية ستعرف كيفية تحديد الجناة واستبعادهم مدى الحياة من ملاعبها.

وفي إيطاليا أيضًا، تعرض السنغالي كاليدو كوليبالي، لاعب نابولي السابق، لعنصرية غير مسبوقة من الجماهير، ولكن دافعت جماهير النادي الجنوبي عن لاعبها، لترفع أقنعة تحمل صورته، وكأن الجميع «كوليبالي».

وقال كوليبالي على «تويتر» «سبتني الجماهير بعبارة القرد اللعين. هذه الأشياء ليس لها أي علاقة بكرة القدم، يجب تحديد المتورطين وحرمانهم من دخول الملاعب إلى الأبد. لا مكان للعنصرية في الرياضة».

كما تعرض المهاجم النيجيري أوسيمين، لاعب نابولي بيانا على وسائل التواصل بعد تعرضه للعنصرية؛ حيث قال «أدعوكم جميعا إلى توعية أطفالكم وأقاربكم ليعرفوا كم هو مثير للاشمئزاز أن تكره شخصا بسبب لون بشرته».

بالصور .. جماهير نابولي تتضامن مع كوليبالي ضد الإساءات العنصرية

 

شيكابالا وجماهير الأهلي

وكان اللاعب المصري محمود عبدالرزاق شيكابالا، لاعب نادي الزمالك، قد اشتكى في العديد من الأوقات من التعرض لإساءات من بعض الجماهير المصرية؛ حيث اشتبك لفظيًا في الكثير من الأوقات مع جماهير النادي الأهلي، الغريم التقليدي للقلعة البيضاء.

وأدت تلك الاشتباكات، للجوء بعض المشجعين إلى العبارات العنصرية –غير المبررة على الإطلاق- ضد اللاعب صاحب البشرة السمراء، الذي طالب مرارًا وتكرارًا بضرورة التصدي لتلك الإساءات العنصرية، ومعاقبة مرتكبيها.

شيكابالا يبكي على الهواء مع عمرو أديب بسبب حديث الجماهير عنه

داني ألفيش.. حينما تستخدم ذكاءك في التصدي للعنصرية

وفي موقف هو الأكثر ذكاءً في الأزمات العنصرية التي تشهدها دائمًا ملاعب كرة القدم، قدم البرازيلي داني ألفيس، لاعب برشلونة الأسبق، موقفًا يجب أن يقتدي به لاعبي كرة القدم حول العالم.

وتعرض داني ألفيس، لإهانة عنصرية خلال إحدى المباريات؛ حيث ألقت جماهير فياريال «موز» على لاعب برشلونة آنذاك، ليصدم اللاعب الجماهير ويأخذها ويأكلها ثم يكمل مباراته وكأن شيئًا لم يكن، ليتضامن مع العالم بأثره ويتم تدشين حملة عبر وسائل التواصل، من أجل التصدي للعنصرية.

العنصرية خارج ملاعب كرة القدم

واعترف البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس الفائز بلقب بطولة العالم لسباقات سيارات «فورمولا-1» من قبل، بأنه تعرض لإساءات عنصرية أثناء فترة الدراسة.

وتحدث هاميلتون الذي ولد وتلقى تعليمه في مدينة ستيفنيج بجنوب شرق إنجلترا ، بالتفصيل عن الانتهاكات العنصرية التي تعرض لها؛ حيث قال هاميلتون «بالنسبة لي المدرسة كانت الفترة الأكثر صدمة والأصعب في حياتي».

وأضاف هاميلتون: «لقد تعرضت للتنمر في سن السادسة، في هذه المدرسة تحديدا كنت واحدا من بين ثلاثة أطفال ملونين، وكان الأولاد الأكبر والأقوى والمتنمرون يلقون الأشياء علي في كثير من الأوقات».

وتابع: «اللكمات المستمرة والأشياء التي يتم إلقاؤها عليك، مثل الموز، والناس يصفونك بأنك شخص مهجن، ولا يعرفون المكان المناسب لوجودك. كان ذلك صعبا بالنسبة لي».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى