أهم الأخبارالمنتخب السعوديتقارير ومقالات

تاريخ كأس آسيا.. 7 عقود من المتعة و9 أبطال في لائحة الشرف

تحظى بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2023 في قطر، كافة المقومات لتكون حدثاً مثيراً، بداية من القرعة النهائية المقرر إجراؤها في دار أوبرا كتارا في العاصمة الدوحة، اليوم الخميس، وحتى الموعد الكبير الذي تدور فيه رحى المنافسة بين 24 منتخبًا في الفترة من 12 يناير حتى 10 فبراير 2024.

انتصار قطر الرائع في نسخة الإمارات 2019 لا يزال حاضراً في أذهان الجماهير، إلا أن بطولة كأس آسيا لكرة القدم تنجح دائماً في تقديم الإثارة في جميع النسخ السابقة، خاصة وأنها دائمًا ما تحتفظ بكامل الأسرار حتى النهاية في مزيج من الإثارة والمتعة.

اقرأ أيضًا:

كأس آسيا 2023.. العرب مروا من هنا

ويشهد تاريخ البطولة الأهم في القارة الصفراء على الكثير من التقلبات وتبادل الهيمنة بين كبار القوم، حيث لفظت في طريقها منتخبات واستقبلت أخرى دون أن تبخل على أحد بالصعود إلى منصة التتويج، وهو المسار التي يمكن الوقوف على أبرز محطاته، وفقًا لتقرير الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قبيل إجراء قرعة النسخة الثامنة عشرة من كأس آسيا.

السنوات الأولى.. كوريا تضرب بقوة

بينما سيتنافس 24 منتخباً على اللقب القاري في قطر 2023، تنافست أربعة منتخبات فقط، هي كوريا الجنوبية وفيتنام الجنوبية والكيان الصهيوني وهونج كونج البلد المُضيف، في نهائيات النسخة الافتتاحية عام 1956، قبل 68 عامًا

وبعد أن اضطررت إلى التغلب على الصين تايبيه في تصفيات التأهل إلى الموعد القاري الأول، وصلت كوريا الجنوبية إلى هونج كونج فقط في اليوم الذي بدأت فيه مباريات البطولة، إلا أن هذا لم يمنعهم من اقتحام المنافسة بقوة، لتصبح بعد انتصارين وتعادل أول بطلة لكأس آسيا.

وبعد أربع سنوات من هذا الموعد وعلى أرضهم تحديدًا، كرر الكوريون هذا الإنجاز الكبير، وهذه المرة بثلاثة انتصارات، متقدمين أمام كل من الكيان الصهيويني الذي جاء في المركز الثاني، والصين تايبيه، الذي حلّ ثالثًا، بينما احتلت فيتنام الجنوبية في المركز الرابع.

كان نيل لقب كأس آسيا مرتين متتاليتين بمثابة بداية رائعة لمشاركة كوريا الجنوبية في البطولة القارية، وبشكل لا يصدق، لكنها لم تفز باللقب منذ ذلك الحين، وبحلول عام 1964، تحول ميزان القوى داخل كرة القدم الآسيوية بشكل ملحوظ من الشرق إلى الغرب.

لقب في غفلة من الزمان

وفي غفلة من الزمن، حصد الكيان الصهيوني لقب النسخة الثالثة من كأس آسيا، عندما استضاف نسخة عام 1964 من البطولة القارية في الأراضي المحتلة، متفوقة على الهند، بطل دورة الألعاب الآسيوية، بينما اكتفى حامل اللقب كوريا الجنوبية بالمركز الثالث، قبل أن تخرج الدولة العبرية إلى المظلة الأوروبية.

ومع زيادة المشاركين في نهائيات 1968 من أربعة إلى خمسة منتخبات، انضمت إيران إلى الكيان الصهيوني وميانمار وهونج كونج والصين تايبيه، في نهائيات البطولة التي أقيمت مبارياتها على ستاد أمجادي بطهران.

إيران.. قصة حب مع كأس آسيا

وهنا بدأت علاقة حب إيران بكأس آسيا بعدما حصدت اللقب الأول بقيادة المدرب محمود بياتي برقم قياسي تمثل في أربعة انتصارات كاملة غير مسبوقة في البطولة، وبعد أربع سنوات، حقق أبناء فارس اللقب مرة أخرى، مع زيادة عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى ستة، تم الاستغناء عن نظام الدوري من مباراة واحدة الذي استخدم في النسخ الأربعة الأولى، ليتم اعتماد نظام المجموعات يليها الأدوار الإقصائية.

والأفضل من ذلك هو أن يتكرر هذا الإنجاز بعد ذلك بأربعة أعوام، عندما أقيمت نهائيات البطولة القارية مرة أخرى في إيران، حيث خرج المنتخب الإيراني متوجاً باللقب مرة أخرى، وفي هذه الأثناء، حقق رقماً قياسياً لم يتم معادلته حتى الآن.

واصطدم منتخب إيران مع نظيره الكويتي المشارك لأول مرة، في النهائي الذي شهد صراعاً ملحمياً بحضور 100 ألف مشجع في مدرجات ستاد أريامير -المعروف الآن باسم ستاد أزادي- قبل أن يتفوق صاحب الأرض في نهاية المطاف، ويحصل بذلك على لقبه الثالث على التوالي في بطولة كأس آسيا لكرة القدم.

غرب آسيا تأخذ زمام المبادرة

بعد أن جمعت كوريا الجنوبية وإيران 5 ألقاب في النسخ الست الأولى من بطولة كأس آسيا، جلبت بداية الثمانينيات معها تغييراً آخر في المشهد العام للبطولة الآسيوية، حيث فرضت منتخبات غرب آسيا سيطرة واضحة على هذه اللعبة في القارة.

كانت الكويت قد أكدت مكانها كواحدة من القوى الصاعدة في كرة القدم الآسيوية في العام 1976 من خلال الوصول إلى نهائي كأس آسيا في ظهورها لأول مرة في البطولة، وعلى أرض الوطن بعد أربع سنوات، كان على الدولة الخليجية أن تحقق خطوة أخرى إلى الأمام.

ومرة أخرى، ازداد عدد المنتخبات المشاركة في البطولة القارية، حيث حصلت 10 دول على أماكن لها في نهائيات كأس آسيا، وانضم إلى المنتخب الكويتي حامل اللقب الإيراني، بالإضافة إلى منتخب كوريا الجنوبية صاحب اللقب مرتين، وكذلك مشاركة منتخبات الصين وبنجلاديش وماليزيا وكوريا الشمالية وقطر وسوريا والإمارات.

الأزرق رد الدين للإيرانيين في نصف النهائي، في المباراة النهائية، عاد الكويتيون لثأر جديد ولكن من كوريا الجنوبية، بعدما خسر أمامه بثلاثية قاسية في دور المجموعات، ولكن بعد أن تعلم الدرس قلب رجال المدرب البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا الطاولة على رأس المنتخب القادم من شرق آسيا.

الأخضر.. سلسلة لم يسبق لها مثيل

شهدت النسخة الثامنة من البطولة القارية التي أقيمت في سنغافورة 1984، مشاركة منتخب السعودية الوافد الجديد الذي ظهر لأول مرة في بطولة كأس آسيا، ونجم عن ذلك تحقيق سلسلة من النجاحات التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ البطولة.

كان التأهل إلى المباراة النهائية خلال مشاركتهم الأولى في البطولة القارية، من بين الوصول لخمسة مرات متتالية إلى نهائي البطولة، وهو إنجاز لم يتم معادلته حتى الآن، حيث تجاوز الكويت وإيران في الطريق لمواجهة الصين في النهائي، ليعانق المقد بفضل ثنائية شايع النفيسة وماجد عبد الله.

وكان اللقب الثاني على التوالي للأخضر السعودي بعد ذلك الموعد بأربع سنوات في قطر 1988، عندما فازت على كوريا الجنوبية، لتصبح أول دولة تنجح في الدفاع عن لقبها منذ فوز إيران باللقب الثاني على التوالي في العام 1976.

الأخضر يرفض معادلة رقم إيران

كانت الدولة الواقعة في شرق آسيا متأخرة عن المراكز العليا في البطولة القارية، حيث شاركت اليابان لأول مرة في نهائيات كأس آسيا عام 1988، وحصلت على حق استضافة نهائيات عام 1992، وتوقع قليلون أن يحقق اليابانيون مركزاً متقدماً بعد أن تذيلوا مجموعتهم في قطر.

إلا أن المفاجأة بقيت حاضرة في كأس آسيا، كان الأخضر على بُعد 90 دقيقة فقط من معادلة الرقم القياسي، وكان المنتخب المُضيف هو الوحيد الذي وقف في طريق السعودية، حيث سجل تاكويا تاكاجي هدف الفوز الوحيد لرجال المدرب الهولندي هانز أوفت، على ستاد بيج آرك في هيروشيما، ليمهد للتحول الكبير التالي في كرة القدم الآسيوية.

الأخضر يعود من جديد إلى الزعامة

وعلى الرغم من ذلك، سيكون المنتخب الياباني بعيداً عن منصة التتويج لمدة ثماني سنوات قادمة. في هذه الأثناء، كان السعوديون مندفعين لإعادة أنفسهم إلى موقع التفوق، وفي الإمارات في عام 1996، بدأوا في إثبات أن النتيجة التي حدثت نهائي البطولة قبل ذلك بأربع سنوات كانت مجرد عثرة.

وقد حظيت نهائيات البطولة القارية عام 1996، التي شهدت ازدياداً جديداً في عدد الدول المشاركة لتصل إلى 12 منتخباً، ظهور منتخب أوزبكستان لأول مرة في النهائيات. لكن على الرغم من الوجوه الجديدة، فإن كرة القدم الآسيوية كانت في استقبال المشهد السعودي المألوف مرة أخرى الذي نجح في رفع الكأس في النهائي بقيادة نيلو فينجادا.

 سيطرة اليابان وفرحة العراق

قد يكون فوز اليابان بلقب كأس آسيا على أرضها في عام 1992 مفاجئاً، ولكن فيما بعد، ثبت أن ذلك كان تمهيداً لفترة من التفوق يكمن أساسها في ظهور الاحتراف في الدولة الواقعة في شرق آسيا والاهتمام الملحوظ بالتفاصيل.

وتحت قيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه، كانت محاولة اليابان لترسيخ مكانتها كقوة بارزة في كرة القدم الآسيوية على قدم وساق. فلم يكتفِ المنتخب الياباني بعد فوزه بنتيجة 4-1 على نظيره السعودي في مباراته الافتتاحية في كأس آسيا 2000، وإنما تجدد الصدام في النهائي على ستاد المدينة الرياضية في بيروت، ليذهب اللقب إلى الساموراي بهدف وحيد.

بعد أربع سنوات، كرر اليابانيون هذا الإنجاز، ومع تولي المدرب البرازيلي زيكو قيادته للمنتخب الياباني، نجح في التغلب على المنتخب الصيني المُضيف في النهائي، ليحقق لقب كأس آسيا للمرة الثالثة في تاريخه، وانضمت اليابان إلى السعودية وإيران كأكثر الدول نجاحاً في البطولة القارية.

كان اللقب الرابع على التوالي لليابان على جدول الأعمال، وذلك مع تجمع المنتخبات في جنوب شرق آسيا للمشاركة بطولة تاريخية من كأس آسيا في عام 2007، حيث تشاركت أربع دول في استضافة منافسات البطولة من خلال تايلاند وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا.

وهنا كان المنتخب العراقي بقيادة المدرب جورفان فييرا، في الطريق الصحيح خاصة في ظل امتلاكه المهاجم القناص يونس محمود، الفوز على كوريا الجنوبية بفارق ركلات الترجيح جعل أسود الرافدين يبلغون نهائي كأس آسيا للمرة الأولى في تاريخهم، ومن خلال هدف القائد الفذ حقق البلد الذي كان يعاني من الحرب على مدار العقد السابق فوزاً مستحقاً للقب القاري.

في الوقت الذي كان فيه نجاح العراق رائعاً، ولكنه كان بمثابة توقف لمدة أربع سنوات فقط، وذلك قبل أن تتابع اليابان تألقها في حصد الألقاب الآسيوية، وفي قطر عام 2011، كان الساموراي الأزرق يحقق لقب رابع في كأس آسيا خلال ست مشاركات فقط له في البطولة، على حساب نظيره الأسترالي الذي أفلت كأسًا كانت في المتناول.

انضمام أستراليا وقطر إلى نادي النخبة

مع استضافة أستراليا للنهائيات للمرة الأولى في عام 2015، وبعد أقل من عقد من الزمن من الانضمام لعضوية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كان من المقدر أن يبقى الكأس في النصف الشرقي من القارة. على الرغم من ذلك، كانت هوية البطل قابلة للتغيير، حيث حصد الكانجرو اللقب لأول مرة من بين أنياب كوريا الجنوبية، التي عجزت عن إنهاء الجفاف الذي امتد منذ عام 1960.

الفائز الثامن في سجلات كأس آسيا ما لبث أن تحول إلى الرقم 9، بعد أربع سنوات حين نجحت قطر تحت قيادة المدرب فيليكس سانشيز، بالتتويج القاري لأول في تاريخها، حيث كانت تستعد لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، بعدما حرمت اليابان من اللقب الخامس، فهل تفتح البطولة ذراعيها لبطل عاشر أن تبقى وفية للتسعة الكبار؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى