تقارير ومقالاتأهم الأخبارالكرة المحلية

الهلال في مونديال الأندية.. مشاركة تاريخية ومكاسب استثنائية رغم الوداع

ودّع نادي الهلال بطولة كأس العالم للأندية 2025 التي تحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية، من الدور ربع النهائي، لكن خروجه لم يكن خاليًا من المكاسب.

اقرأ أيضاً | فراق سريع.. تفاصيل إنهاء تعاقد الهلال مع عبدالرزاق حمدالله بالتراضي

الهلال خسر أمام فلومينينسي البرازيلي، بنتيجة 1-2، في المباراة التي جمعتهما مساء الجمعة، على ملعب كامبنج وورلد، ليودع مونديال الأندية، ورغم ذلك فإن حقق مجموعة من الفوائد الفنية والمالية التي تعد نقطة انطلاق نحو موسم جديد أكثر استقرارًا وطموحًا، بعدما عانى أزرق الرياضي في الموسم الماضي من موسم صفري بلا بطولات.

في هذا التحقيق، نرصد أبرز المكاسب الفنية والمالية التي جناها الهلال من مشاركته العالمية، وكيف يمكن أن تؤسس هذه المشاركة لمرحلة جديدة في مشروع النادي الكروي.

المكاسب الفنية..

هوية واضحة ومدرب واثق

رغم أن المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي تولّى مهمة قيادة الهلال في توقيت متأخر، وتحديدًا في 4 يونيو 2025، قبل أقل من أسبوعين على أولى مباريات الزعيم في كأس العالم للأندية، إلا أن بصمته ظهرت سريعًا، ومنحت الفريق هوية تكتيكية واضحة.

سيموني إنزاجي
سيموني إنزاجي

أداء منظم رغم الإصابات

لعب الهلال خمس مباريات قوية، بدأها بالتعادل مع ريال مدريد (1-1)، ثم التعادل مع سالزبورج، والفوز على باتشوكا (2-0)، ثم الانتصار المثير على مانشستر سيتي (4-3)، قبل الخسارة من فلومينينسي (1-2).

الهلال أظهر توازنًا دفاعيًا كبيرًا، برز فيه أسلوب إنزاجي المعروف بالانضباط والتكتيك الضاغط.

رغم غياب ميتروفيتش وسالم الدوسري للإصابة، نجح إنزاجي في استثمار إمكانيات عناصره وتدوير الأدوار، مثل إشراك روبن نيفيز كقلب دفاع ثالث للمساعدة في بناء الهجمات.

ثقة متبادلة بين المدرب والإدارة

أكّد إنزاجي بعد كأس العالم للأندية أنه يعمل بالتنسيق الكامل مع إدارة الهلال لتحديد أولويات التدعيم في الصيف.

الهلال في مونديال الأندية.. مشاركة تاريخية ومكاسب استثنائية رغم الوداع
فهد بن نافل – رئيس الهلال

وأوضح المدرب الإيطالي الشهير أن عرف الكثير عن إمكانيات فريقه الهلال من خلال مشاركته في البطولة، مشدداً أنه حدد بالفعل احتياجاته المنتظر تلبيتها خلال سوق الانتقالات الصيفية الحالية، مشيراً إلى وجود تواصل دائم بينه وبين إدارة النادي الأزرق لبناء فريق قادر على التتويج من جديد.

بونو وتألق فردي لافت

من أبرز النجوم الذين خطفوا الأنظار خلال البطولة، الحارس المغربي ياسين بونو، الذي قدّم مستويات استثنائية خاصة في مباراة مانشستر سيتي، حيث تصدى لـ11 فرصة محققة، وأسهم مباشرة في فوز الهلال.

هذا الأداء يعزز من قيمة بونو السوقية، ويمنح الهلال حارسًا يمكن الاعتماد عليه في المباريات الكبرى محليًا وقاريًا.

اكتشافات وتطورات لافتة

من المكاسب الفنية أيضًا، إعادة اكتشاف بعض اللاعبين الذين تألقوا تحت قيادة إنزاجي:

  • ناصر الدوسري: قدم أداءً متوازنًا بين الدفاع والهجوم.
  • ماركو ليوناردو: عوض غياب ميتروفيتش وتصدّر قائمة هدافي البطولة بـ4 أهداف، بالتساوي مع دي ماريا، رغم خروج الهلال من ربع النهائي.


وتُعد هذه الأرقام مؤشرًا على أن إنزاجي يعرف كيف يُخرج أفضل ما في لاعبيه، حتى أولئك الذين لم يكونوا في بؤرة الضوء سابقًا.

دعم للمستقبل في صيف ساخن

مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية 2025 جاءت كمحطة تقييم حقيقية للفريق، وشكّلت أرضية صلبة لبناء مشروع تنافسي قوي.

الهلال بصدد التحرك لحسم عدة صفقات كبرى، أبرزها ثيو هيرنانديز الظهير الأيسر لميلان على رأس أولويات الفريق، بجانب مهاجم صريح جديد لتعويض غياب ميتروفيتش.

المكاسب المالية..

34 مليون دولار تدعم المشروع الأزرق

يُعد الهلال أكثر الأندية العربية والآسيوية ربحًا من البطولة، إذ بلغ إجمالي المكافآت التي حصل عليها 34.125 مليون دولار أمريكي، جاءت من مراحل متعددة، بحسب لائحة المكافآت التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».. وجاءت تفاصيل المكافأة، على النحو التالي:

  • 9.5 مليون دولار: مكافأة المشاركة في البطولة.
  • 2 مليون دولار: مقابل التعادل مع ريال مدريد وسالزبورج.
  • 2 مليون دولار: مكافأة الفوز على باتشوكا.
  • 7.5 مليون دولار: مكافأة التأهل إلى دور الـ16.
  • 13.125 مليون دولار: مكافأة بلوغ الدور ربع النهائي.
الهلال في مونديال الأندية
الهلال في مونديال الأندية

ورغم الخصومات الضريبية التي تفرضها قوانين الولايات التي استضافت مباريات الهلال، إلا أن المكافأة النهائية تبقى ضخمة وتعزز الميزانية العامة للنادي، خصوصًا في ظل التحركات المنتظرة في سوق الانتقالات الصيفية.

مشاركة ناجحة ومكاسب متعددة

رغم الخروج من الدور ربع النهائي، إلا أن مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية 2025 تُعد ناجحة بكل المقاييس، سواء من حيث الأداء الفني الراقي أمام أقوى الفرق العالمية، أو على مستوى المكافآت المالية التي تضيف قوة اقتصادية هائلة للنادي.

ويمتلك الهلال اليوم مدربًا طموحًا، وفريقًا تنافسيًا، وقاعدة جماهيرية متعطشة للبطولات، ما يجعل الصيف المقبل محطة مفصلية في إعادة الزعيم إلى قمة المشهد الكروي محليًا وآسيويًا.

اقرأ أيضاً | مركز التحكيم الرياضي يرفض احتجاج الوحدة في قضية «حافلة النصر»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى