الأخطاء الفردية والغيابات والإرهاق تطيح بالهلال خارج المونديال
ودع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، بطولة كأس العالم للأندية 2025 بعد خسارته أمام فلومينينسي البرازيلي في ربع النهائي، في مباراة كشفت عن عدة عوامل أثرت على أداء الزعيم وساهمت في إقصائه من البطولة؛ حيث كشفت مجريات اللقاء مزيجًا من التحفظ التكتيكي والإرهاق البدني، والأخطاء الفردية كأسباب رئيسية لهذه الهزيمة.
اقرأ أيضاً | قناص الهلال.. ليوناردو يهدد رقم سالم الدوسري التاريخي
تحفظ إنزاجي التكتيكي وغياب الفاعلية الهجومية
بدأ المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي، المدير الفني لنادي الهلال، المباراة بتحفظ واضح، معتمداً على نفس أسلوب مواجهة مانشستر سيتي بطريقة (3-5-2)، هذا التحفظ الزائد أثر سلباً على الجانب الهجومي للهلال في الشوط الأول؛ حيث لم تظهر للفريق أي أنياب هجومية تُذكر، كما كان التركيز الأساسي على عدم اهتزاز الشباك والسيطرة على سرعات لاعبي فلومينينسي، مما أدى إلى تراجع مبالغ فيه.
عانى لاعبو الهلال بشكل واضح في عملية بناء اللعب والخروج بالكرة؛ بسبب التنظيم الدفاعي المحكم لفلومينينسي الذي أغلق زوايا التمرير على مفاتيح اللعب، وخاصة النجم الصربي سيرجي سافيتش، ورغم اعتماد إنزاجي في المباريات السابقة على سرعة الظهيرين في الجانب الهجومي، إلا أنهما لم يقدما أي إضافة هجومية تُذكر طوال 45 دقيقة باهتة.
كان هناك تساؤل حول عدم البدء بالبرتغالي روبن نيفيز في وسط الملعب لتسهيل عملية الخروج بالكرة، بدلاً من إشراكه كقلب دفاع، ورغم اضطرار إنزاجي لإدخال نيفيز إلى وسط الملعب في الدقائق الأخيرة، مما أسفر عن خطورة مستمرة، إلا أن الوقت لم يسعف الهلال لتسجيل هدف التعادل.
قراءة برازيلية ذكية وإرهاق ينهش صفوف الهلال
في المقابل، نجح المدرب البرازيلي ريناتو غاوتشو، مدرب فلومينينسي، في قراءة طريقة لعب الهلال بصورة رائعة؛ حيث لعب فريقه بتنظيم كبير وتقارب واضح بين جميع الخطوط، ولم يخاطر بالتقدم للأمام خوفاً من ترك المساحات أمام الهلال الذي يعتمد على الهجمات المرتدة.
دافع فلومينينسي بـ9 لاعبين بداية من منتصف الملعب عند امتلاك الهلال للكرة، مما فرض حصاراً جماعياً ونجح في إفشال أي محاولات اختراق من العمق أو الأطراف، كما اعتمد الفريق البرازيلي على تدوير الكرة لأطول فترة ممكنة، بهدف استنزاف الطاقة المتبقية لدى لاعبي الهلال، الذين عانوا بشدة من الإرهاق البدني الناتج عن مباراتهم الماراثونية ضد مانشستر سيتي التي امتدت 120 دقيقة، بالإضافة إلى اللعب في درجات حرارة مرتفعة بأورلاندو.
أخطاء فردية مؤثرة وتأثر نفسي بالغيابات والإصابات
لم يكن فلومينينسي هو الأخطر في المباراة، لكنه كان الأكثر فاعلية ونجح في استثمار أخطاء لاعبي الهلال بشكل رائع؛ حيث جاءت الفرص الخطيرة للخصم بمعظمها نتيجة أخطاء فردية، إذ سجل الهدفين الأول والثاني بسبب سوء تركيز لاعبي الزعيم.
الهدف الأول جاء بسبب فشل البرتغالي جواو كانسيلو في إبعاد الكرة، ليهديها للخصم الذي مررها لمارتينيلي ليسجل، أما الهدف الثاني، فكان نتيجة خطأ مشترك من الثنائي متعب الحربي ورينان لودي؛ حيث فشلا في التعامل مع الكرة، مما مكن هيركوليس من التسجيل، كما تسببت تمريرة خاطئة أخرى من لودي في انفراد تام لـجيرمان كانو، لولا براعة الحارس المغربي ياسين بونو.
عانى الهلال أيضاً من غياب حلول فعالة أمام المرمى بسبب إصابة الهداف ألكسندر ميتروفيتش ونجم الفريق سالم الدوسري، بالإضافة إلى المدافع حسان تمبكتي، هذه الغيابات زادت الضغط على المهاجمين الموجودين مثل ماركوس ليوناردو وعبد الرزاق حمدالله، وقد بدا تأثر بعض اللاعبين، مثل كانسيلو وروبن نيفيز، واضحاً بوفاة صديقهما ديوجو جوتا؛ حيث شوهدا يبكيان بشدة قبل انطلاق اللقاء أثناء دقيقة الصمت.
ورغم إشارة البعض إلى قرارات الحكم الجدلية، مثل إلغاء ركلة جزاء لليوناردو وعدم احتساب أخرى لكوليبالي، وتأخير تبديلات إنزاجي، إلا أن الإرهاق البدني والأخطاء الفردية والتأثر النفسي بالغيابات شكلت مجتمعة عوامل رئيسية في خروج الهلال من مونديال الأندية.