المنتخب السعوديالكرة المحليةتقارير ومقالات

سلمان الفرج «مايسترو» الأخضر في المونديال

ساعات قليلة ويحزم المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، الحقائب صوب ليقطع 850 كيلومترًا هي المسافة بين الرياض والدوحة، من أجل تسجيل الحضور السادس في نهائيات كأس العالم «فيفا- قطر 2022»، في مهمة جديدة من أجل إعادة كتابة التاريخ واستعادة ذاكرة التألق في الحدث الكبير.

الأخضر بقيادة الفرنسي إيرفي رينارد، يمتلك الكثير من الأوراق الرابحة القادرة على مقارعة كبار القوم في قطر، والسير على درب رفاق ماجد عبدالله في الظهور الأول قبل نحو عقدين، عندما حلق الصقور في أجواء ثمن نهائي المونديال، في مشاركة أسالت الكثير من الحبر آنذاك.

رينارد يعوّل على الكثير من عناصر الخبرة في صفوف الأخضر، التي شاركت في روسيا 2018، بقيادة الحارس الأمين محمد العويس، وقلب الدفاع النابض علي آل بليهي، والجناح الطائر سالم الدوسري، إلا أن القائد سلمان الفرج يبقى رمانة ميزان الفريق الوطني أحد الأيقونات التي تحمل على عاتقها أحلام الجمهور السعودي للذهاب بعيدًا في الدوحة.

من دورة رمضانية إلى أفاق المونديال

الفرج، كان محط أنظار «فيفا»، في وقت سابق، مع حجز الأخضر مقعد في نهائيات كأس العالم، حيث أشاد الاتحاد الدولي، في تقرير عبر الموقع الرسمي، بإمكانيات متوسط ميدان فريق الهلال وقدرته على تسجيل حضور رائع في المواعيد الكبرى، معقبًا: «هل تتخيل أن لاعبًا بكل تلك الإمكانيات والقدرات الفنية تم اكتشافه عن طريق دورة رمضانية؟!».

«فيفا» عرج إلى بدايات الفرج فوق العشب الأخضر، منذ أن كان لاعبًا ناشئًا وساقته الأقدار لخوض دورة رمضانية نظمها نادي الهلال، ليثير إعجاب مسؤولي أزرق الرياض برئاسة الأمير محمد بن فيصل، الذي أصر على ضم اللاعب الواعد إلى صفوف الفريق، ليبدأ مشوار التألق».

وأكمل فيفا: «ربما لم يتوقع أحد في نادي العاصمة السعودية أن يحقق هذا الناسئ كل هذا النجاح، لكن منذ تلك اللحظة لم يخيب سلمان الفرج آمال مسؤولي الهلال والجماهير والمدربين، وبات أحد أيقونات كرة القدم في المملكة».

الطريق إلى قطر

الأجواء جاءت استثنائية في الطريق إلى المونديال، حيث شكل سلمان الفرج حجر الزاوية في مشوار الأخضر نحو قطر بعد تصفيات استثنائية، سجل خلالها الصقور تحت إمرة إيرفي رينارد، حزمة من الأرقام القياسية والنتائج اللافتة، قبل أن يمر من الباب الواسع.

ارتكزت مخططات رينارد على قائد الوسط، الذي لم يخيب آمال الفرنسي، ووقع بالفعل على 4 أهداف تعادل نصف رصيده بقميص الأخضر، ليقود المنتخب السعودي إلى الدور الحاسم من تصفيات آسيا المؤهلة نهائيات كأس العالم 2022.

صاحب الـ33 عامًا، أكمل المهمة بنجاح بعدما قاد الصقور للتغريد خارج سرب المجموعة الثانية القوية برصيد 23 نقطة، على حساب منتخبات بحجم اليابان وأستراليا، اللذين حجزا مقعدًا في المونديال، والتي ضمت أيضًا الصين وعمان والفلبين.

إصابة مقلقة وتواجد مؤثر

وعلى الرغم من القطع المؤثرة على رقعة رينارد، إلا أن سلمان الفرج يبقى ركيزة أساسية في كتيبة الأخر التي لا غنى عنها بالنظر إلى القيمة التي يقدمها فوق الميدان، حيث يتمتع قائد الهلال بإمكانيات فنية عالية وخبرات كبيرة وإجادة اللعب في العديد من المراكز.

وخلع الفرج قلوب المدرج الأخضر قبل أيام من المحفل الكبير، بعد تكبّد إصابة قوية على مستوى مفصل الكتف الأيسر، في مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الآيسلندي، والتي حسمها الصقور بهدف دون رد، حيث حامت الشكوك حول إمكانية لحاق القائد بركب المونديال.

وفي الوقت الذي كشفت أشعة الرنين المغناطيسي عن قوة إصابة الفرج، إلا أن رينارد قلل من وقع الأزمة مشددًا على أن تواجد قائد المنتخب في قطر أمر لا غنى عنه، حيث يخضع لبرنامج علاج مكثف، على أمل العودة في الاختبار الودي الأخير أمام كرواتيا، قبل السفر رفقة الفريق إلى المونديال.

وكما كان الفرج سببًا في آخر فوز سعودي في المونديال قبل 4 سنوات في روسيا على حساب شقيقه المصري، بالتوقيع على هدفين في ثنائية الأخضر، يطمح رينارد ليكون قائد الوسط حاضرًا عندما يخوض منافسات المجموعة الثالثة، إلى جوار؛ الأرجنتين والمكسيك وبولندا.

ويستهل المنتخب السعودي، الذي يسجل الحضور السادس في المونديال، مشواره بمواجهة هي الأصعب أمام رفاق ليونيل ميسي، يوم الثلاثاء 22 نوفمبر المقبل، قبل أن يصطدم مع بولندا على ملعب المدينة التعليمية، بعد 4 أيام من هذا الموعد، ثم يختتم الدور الأول أمام المكسيك، على ميدان لوسيل، يوم الأربعاء 30 من الشهر ذاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى